RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






- وداعاً ندَّة.. ابنة صحنايا البارة

منتديات صحنايا > المنتدى الاجتماعي

وداعاً ندَّة.. ابنة صحنايا البارة

وداعاً ندَّة.. ابنة صحنايا البارة طباعة أرسل لصديق
  

ندة.. فتاة في ريعان شبابها انحدرت من عائلة كريمة يحضنها أب كاهن متنور يعكس ما يفهمه وما يؤمن به من قناعات عميقة ما يريده الله من سلام وعدالة ومساواة على الأرض ضد الظلم والبؤس والفقر والحرمان وكل أشكال القمع. كان يتمتع بحس إنساني وموقف وطني جريء في الدفاع عن الإنسان وقضاياه وعن حرية الوطن وكرامته، مستلهماً أفكار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية.
إنه المرحوم المحترم خوري صحنايا نقولا رزق (أبو يوسف) والد ندَّة.
ومن دار هذا الكاهن النبيل وبتأثير شخصيات أخرى متنورة في البلدة، وفي إطار الحزب الشيوعي السوري، انطلقت شرارة النضال في أوساط الشباب والنساء جنباً إلى جنب، وتصدرت تطلعات وطموحات الوجوه اليانعة التي تناضل من أجل مستقبل أفضل.
وفي خضم العمل السياسي تفتّح وعي ندة وإخوتها على هذه الأفكار، وخاصة أخاها الأكبر يوسف الذي كان يعمل في محطة الحجاز، ضمن مجموعة من العمال يقيمون في المحطة ويعيشون ظروفاً صعبة للغاية في ظل الاحتلال الفرنسي. وقد قاموا بنضالات هامة دفاعاً عن حقوقهم قمعتها بشدة السلطات الأمنية، واضطر بعضهم إلى ترك العمل والتواري عن الأنظار، وكان من بينهم الأخ يوسف.
واجهت الشابة الصغيرة ندة ملاحقيها بشجاعة وبسالة، وكان الأب الكاهن الحنون يحيطها بعطفه الشديد، كما يساند الشباب ذوي التطلعات الوطنية والإنسانية. لم يفرّق بينها وبين إخوتها الذكور، بل كانت تشعر بأن يداً حنونة تحرسها تساعدها ولا تثنيها أبداً عن عزمها.
وعند إعلان الاستقلال واستلام شكري القوتلي رئاسة الجمهورية، أقيم في صحنايا احتفال كبير ضم الألوف من غوطة دمشق ومحيطها، وكانت الأغاني تتردد فيها (تتهني يا سورية بنعيم الاستقلال، وشبابك تغني وتحيي فيك الأبطال.. إلخ) وغيرها من الأناشيد الوطنية المعبرة عن الانتصار الكبير.
وفي أواخر الخمسينيات، وأثناء الحكم المباحثي في سورية تعرضت عائلة ندة لضغوط شديدة، فقد اعتقلت هي وأخواها مع عدد من أبناء وبنات البلدة. وعندما أتت قوات الأمن لاعتقالها تصدت لهم والدتها بقوة، مما اضطر والدها إلى القول (دعيهم يأخذوها، إنهم من أبناء الوطن المضطهدين المأمورين، وندة ابنة هذا الوطن.
تقول ندة في لقائي الأخير معها
(أخذوني إلى مركز المخابرات تجاه مشفى الطلياني، وبعد التهديد والوعيد والتعذيب، قلت لعبد الوهاب الخطيب، المحقق الأمني آنذاك، عندما سألني عن الوثائق التي كنت أوزعها سراً وإلى من تعرفون جيداً أني شيوعية، وهذا سبب وجودي هنا، وإذا أردتهم معرفة أشياء أخرى، فأحجار بيتنا شيوعية ودجاجتنا وطيورنا عندما تخرج من أقفاصها تحلق بجناحيها فرحاً وتعبيراً عن الحرية.. وبعد ساعات من (التحقيق) الممل فيه ما يكفي من التهديد والترهيب، نقلوني إلى سجن المزة مع ثلاث فتيات لا أعرفهن، وضعت كل واحدة في (زنزانة إفرادية)، وهناك منعوا عنّي كل شيء، وكانوا ينكرون وجودي. سمعت بعض الأشخاص يسألون عنّي، أخذت أصرخ بأعلى صوتي ليسمعوني.. جاء العسكري وطلب منّي أن أسكت حتى لا يتعرض هو للعقوبة. وعندما خرجت من السجن صباح عيد الفصح، استقبلت في صحنايا بحب وترحيب كبيرين من نساء البلدة وبإطلاق الرصاص من شبابها فرحاً.
كان والدي يستقبل الشيوعيين ويحترمهم، ويستمع إلى آرائهم، وبقي مركز والدي الديني قوياً، وكان المرجع الأساسي لبلدة صحنايا.
بعد خروجي من السجن وعودتي إلى البيت، شعرت أني في خطر، وأصبح تحركنا صعباً جداً، فهربت خفية من البيت وغادرت إلى بيروت في أحد القطارات المتجهة إلى لبنان. وقد ساعدني سائق القطار، وهو صديق أخي، على التخفي بحجة أني قريبته.
وفي لبنان تابعت ندة نشاطها في استقبال السوريين الهاربين إلى لبنان، وفي توزيع المنشورات والوثائق وتأمين السكن وتقديم المساعدة. وبعد سنتين عادت إلى صحنايا إلى رفيقاتها ممن تأثرنَ بأفكار المساواة والعدالة والاشتراكية.
لقد دافعت ندة عن الأفكار التي ناضلت من أجلها حتى آخر لحظة من حياتها، وفي أشد حالات المرض. كان الانتماء إلى حزبها الذي آمنت بأفكاره ومبادئه عميقاً في داخلها.
وفي لقائي الأخير معها قبل أشهر وبرفقة رفيقتنا العزيزة نديمة رزق، أعادني حديثها إلى سنوات النهوض الوطني والرومانسية الثورية، بكلمات بسيطة معبرة.. كان الألق يبرز على وجهها عندما نتذكر حادثة أو ملاحقة أو اقتحام بيت، حتى طيور بيتها كانت ندة تشعر أنها جزء من الطبيعة الجميلة ومن أفكار تحملها.
نتقدم بتعازينا الحارة إلى منظمة حزبنا في صحنايا، هذه المنظمة العريقة التي قدمت الكثير من المناضلين الثوريين، والتي رغم كل الانهيارات التي حدثت في العالم ورغم الضعف الذي لحق بها، فهي محافظة على انتمائها راسخة كجذور السنديانة في قلب الوطن.
تعازينا الحارة إلى عائلة الفقيدة، وكل أهالي صحنايا.
ستبقى ندة رمزاً للنضال وخالدة في قلوبنا جميعاً.

 

2010-11-27 17:13:35
عدد القراءات: 860
الكاتب: admin
المصدر: زينب نبّوه
طباعة






التعليقات

  تعزيه من الجولان

شادي ابو ادم 


تعازينا القلبيه الى اهالي الفقيده