الرئيس الأسد: من يتحاملون علينا من العرب سترونهم في دمشق معتذرين بعد الأزمة

الاخبار المحلية

شارك

"بعد أن تخرج سورية من المعركة الحالية منتصرة لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا"

كشف الرئيس بشار الأسد، يوم الجمعة، أن "من يتحاملون علينا الآن من إخوتنا العرب سترونهم في دمشق معتذرين عمّا بدر منهم بعد الأزمة"، مشيرا إلى أن حلم الإمبراطورية العثمانية لا يزال حياً لدى البعض، مع معرفتهم بعدم القدرة على تحقيق ما يحلمون به، في إشارة إلى تركيا وموقفها، كما بين أنه بعد أن تخرج سورية من المعركة الحالية منتصرة، لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا".

وقال الأسد، خلال لقائه مع مجموعة شبابية من طلبة الجامعات السورية في قصر الشعب، يوم الجمعة، نقلته وسائل إعلامية عن موقع (عرب برس)، إن "موقف بعض الدول العربية من سورية ليس بجديد علينا، نحن أصحاب العروبة، ولن نتخلى عنها"، لافتا إلى أن "من يتحاملون علينا الآن من إخوتنا العرب سترونهم في دمشق معتذرين عمّا بدر منهم بعد الأزمة".

وكانت 18 دولة عربية أيدت مؤخرا، قرار للجامعة العربية بتعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة، بينما اعترضت عليه لبنان واليمن، وتحفظ العراق, وذلك بسبب ما اسموه عدم التزام سورية بالخطة العربية لمعالجة الازمة فيها.

وقال وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، 14 الشهر الجاري بمؤتمر صحفي، إن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية غير قانوني وغير شرعي وخطير, فيما أشار إلى أن سورية دولة ذات سيادة على كل شبر من أراضيها وستدافع عن سيادتها.

وحول أسباب قبول سورية المبادرة العربية، أوضح الرئيس الأسد أنه "مع معرفتنا بأن شيئا لن ينتج من طلب كهذا، إلا أن أصدقاء لنا ساعدهم طلبنا عقد القمة على مواجهة ضغوط تعرضوا لها نتيجة موقفهم المساند لنا"، مضيفا "كشف الرافضون أنفسهم ومؤامراتهم".

وقبلت سورية أوائل الشهر الجاري، المبادرة العربية، التي تنص على وقف أعمال العنف من كل الأطراف حماية لأرواح المواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث، وسحب كل المظاهر المسلحة من المدن، والسماح لمنظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية بدخول سورية، وإجراء حوار مع المعارضة.

وفيما يخص مستقبل الأزمة في سورية، قال الأسد إننا "نعرف أن قدر سورية ألا ترتاح من مؤامراتهم، وبعد أن تخرج من المعركة الحالية منتصرة، لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا".

وبالنسبة للمجموعات المسلحة والمعلومات المتوفرة لدى الدولة عنها، لفت إلى أن "المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال ترويع للمواطنين السوريين تنقسم إلى 3مجموعات وهم قسم منهم الإخوان المسلمين، وقسم من الوهابيين التكفيريين، والقسم الثالث من المجرمين المحكومين بأحكام عالية، كالإعدام أو المؤبد"، مؤكداً أنّ "هؤلاء لا تهاون معهم أبداً، وسنلاحقهم في كل مكان".

وكان الرئيس بشار الأسد، قال في كلمة على مدرج جامعة دمشق، في حزيران الماضي، إن ما يحصل في الشارع له 3 مكونات الأول صاحب حاجة أو مطلب يريدها من الدولة، والثاني يمثله عدد من الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، والثالث فهو الأكثر خطورة وهم أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري الذي اختبرناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سورية.

وفيما يتعلق بالموقف التركي من سورية، قال الرئيس الأسد إنه "لا يزال حلم الإمبراطورية العثمانية حياً لدى البعض، مع معرفتهم بعدم القدرة على تحقيق ما يحلمون به، فهم يحاولون الآن استغلال بعض الأحزاب التي ترفع شعارات دينية لتوسيع نفوذهم في العالم العربي"، مضيفا "رجائي ألا نحرق العلم التركي، فالشعب التركي يعتز به جداً".

وشددت تركيا، في وقت سابق، على ضرورة تكثيف الضغوطات وفرض مزيد من العقوبات على سورية, في حال لم تلتزم القيادة السورية بتطبيق بنود الخطة التي وضعتها اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري.

كما اتهمت العديد من التصريحات الرسمية التركية مؤخرا، القيادة السورية بـ "قتل المدنيين والمتظاهرين"، داعية إلى التخلي عن "النهج الأمني" في معالجة ما يجري من أحداث وتطورات في سورية، فيما ردت مصادر رسمية سورية بأنها تتصدى لـ "جماعات مسلحة"، وطلبت من تركيا مراجعة موقفها إزاء الأوضاع في سورية.

وحول الأنباء، التي تناقلتها وسائل إعلامية عن حدوث انشقاقات في الجيش، بين الأسد أنه "إذا كان فرار العشرات من الجنود انشقاقاً، فكل جيوش العالم لديها انشقاقات".

وكانت أنباء تناقلتها وسائل إعلامية، تحدثت مؤخرا عن حدوث انشقاقات في صفوف الجيش السوري، كما نشرت مواقع مقاطع فيديو لأشخاص يقولون أنهم منشقين عن الجيش، في وقت نفت مصادر رسمية هذه الأخبار.

وكان الرئيس الأسد قال في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية نشرت السبت الماضي، أن الحملة الجارية في سوريا مستمرة وان الصراع سيستمر والضغط لإخضاع سوريا سيستمر، مكررا  تأكيده بان اي عمل عسكري يتم القيام به ضد سوريا سيثير "زلزالا" عبر الشرق الأوسط.

وانتهت يوم الجمعة المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية لسوريا كي توقع على اتفاق يسمح بنشر مراقبين في البلاد، فيما أشارت الجامعة الجمعة، إلى أن أمينها العام نبيل العربي تسلم رسالة من وزير الخارجية وليد المعلم في وقت سابق اليوم ردا على طلب التوقيع على بروتوكول "إرسال المراقبين، إلى سورية، تضمنت "طلب" مجموعة من الإيضاحات والاستفسارات.

وسبق لوزراء الخارجية العرب أن أقروا هذا الشهر، مشروع بروتوكول خاص بإرسال مراقبين إلى سوريا، تكون مهمتهم التحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين، مانحيها 3 أيام لوقف العنف والتوقيع على البروتوكول.

وكانت دمشق اقترحت تعديلات بشان مهمة المراقبين في سورية، إلا أن الجامعة العربية رفضت التعديلات التي اقترحتها دمشق لأنها تمس جوهر المهمة على حد تعبيرها، داعية دمشق إلى وقف إراقة الدماء، فيما أعلن وزير الخارجية وليد المعلم أن برتوكول إرسال مراقبين إلى سورية يتجاهل بشكل تام دور الدولة السورية.

وتشهد عدة مدن سورية منذ 8 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 3500، شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 1100 شخص، وتحمل "الجماعات المسلحة" مسؤولية ذلك.