- العيون الزرقاء

العيون الزرقاء


حين كنت صغيراً، كنت أعتقد أن /العيون الزرقاء/ هي الي تعطي السماء لونها المفضل، وهذا كان يفسر كثيراً من الأمور لدي، ويجرّني إلى الاعتقاد بأن الليل يأتي عندما تغمض العيون الزرق، وأن السماء الملبدة بالغيوم لا تكتسب صفتها تلك إلا عندما تبكي هذه العيون وكانت سذاجتي تجرني إلى أسئلة مثل: ماذا يحصل لو ذهبت تلك العيون في سبات عميق وطويل؟ كيف سيأتي الفجر؟ هذه العيون هي عيون أمي الجميلة ..
من عينيها كنت أقرأ الفرح بنجاحنا .. حتى ولو لم تستطع التعبير عنه بلسانها .. أقرأ الفخر بما وصلنا إليه .. دون كلام ..
سلاماً أمي .. في يوم تستحقين مكانه سنوات وسنوات من الحب والتكريم ..
سلاماً لصبرك الطويل علينا حين كنا نثور لأتفه الأسباب ونعاند ويختلق بعضنا الشجار .. وتصبرين حتى تخمد ثورته .. وكأنك تقولين لنا بصبرك، أن أسهل طريقة للتخلص من الجليد هي تذويبه وليس تكسيره.
صحيح أنه ليس بإمكانك تغيير وجه الريح، ولا إزالة كل الأشواك المحيطة بدروبنا، ومنع الظروف من قهرنا، لكنك دائماً من يمسح دموعاً تحرق خدودنا .. ورغم مكابرتنا، كنا دائماً بحاجة إلى من يمسح دموعنا وينظف جروحنا، إلى من ينتظرنا إذا ما تأخرنا .. ويشعرنا أننا مهما كبرنا نبقى أطفالاً نحتاج إلى حنانك.
الأمومة .. معجزة الله .. وإمضاؤه على الأرض .. ساعدني أناس كثر لأكون وأبقى في سباق الحياة .. ولكن أنت يا أمي أعطيتني الزخم والقوة .. أحبك .. يا ذات العينين الزرقاوين بلون السماء ..
كل عام وأنت بألف خير يا أمي ..
كل عام والأمهات بألف خير ..




د. شاهين .:. 2012-03-18

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: