RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






- مرت من هنا

مرت من هنا اعظم السيدات

كانت امرأة غريبة الأطوار والملامح .. لم تشهد عيناي مثلها يومآ ..
ولن أنساها ما حييت ..
قابلتها عندما كنت أسير وحدي في أحد بساتين قريتي ..
رأيتها تسير أمامي بخطوات متعبة .. وصوت أنفاسها المتقطعة طاغيآ على هدوء القرية ..
و زفرات صدرها مسموعة بشكل فاضح لما في داخلها من ألم ..
أردت الإقتراب منها و عرض مساعدتي عليها .. لكنني تراجعت عن هذا ..
ربما خوفآ من عدم قدرتي على تقديم المساعدة المطلوبة لها ..
فأنين تلك الأنفاس كان يبدو أكبر من أي مساعدة ..
تابعت سيري خلفها في ذلك البستان الذي لم يكن به إلا أنا و هي وشمس منتصف النهار ..
كنت أتقصد أن أجعل لخطواتي صوتآ .. علها تلتفت و تلاحظ وجودي ..
وتنطق بأي كلمة تساعدني على معرفة ما بها ..
لكنها كانت تسير وكأنها لا تلاحظ إلا وجود السماء وحسب ..
فذلك الرأس كان مرتفعآ نحو السماء وكأنها تنتظر قدوم من تخاطبه من وراء الشمس ..
و فجأة رأيتها تجثو على ركبتيها ,, رافعة أكمام ثوبها الأسود ..
ورحت أراقب بأنظاري ذلك الصليب الذي كان يتدلى من سوار وضعته في يدها ..
وسألت نفسي : ما الصليب الذي تحمله هذه المرأة حتى جعلها متعبة هكذا !!
وبعد وهلة من الزمن .. سمعتها تقول : الله و أكبر وسجدت ..
كأي مسلمة تتضرع لربها في جامع أو مسجد ..
أصابتني الدهشة حينها .. لأن قريتنا مسيحية السكان من بابها حتى مطلعها ..
فمن هذه المرأة التي نطق صليبها الله و أكبر ؟!!
اقتربت منها أكثر وكانت لا تزال ساجدة .. وراحت تبكي بحرقة لا توصف ..
وأخذت تحدث الله بأنفاس تعتريها بحة الألم ..
قائلة : احتضنتهم سنينآ طوال .. وربيتهم على ما علمتنا إياه في كتبك السماوية ..
كنت لهم أمآ بحق ..أعطيتهم ما يحتاجون إليه من خيراتي و أملاكي ..
فلماذا فعلوا بي هذا !!
أعدهم إلى أحضاني يا الله .. أعدهم لي تائبين عما فعلوا ..فقد اشتقت لهم ..
أخبرهم يا إلهي بأن جروحي أخذت تنزف بشكل مخيف ..
أخبرهم أنني لم أعد أحتمل الموت بهذا الشكل الحي ..
فقد أصبحت حياتي كالإقامة الجبرية في حضرة موت مؤلم ..
أخبرهم أنني أموت ألف عام في كل يوم يقتل فيه أحدهم الآخر ..
قل لهم يا إلهي بأن أمهم سوريا لا زالت تنتظرهم بشوق ..
وأخذت تلك السيدة بالبكاء بشكل منعها من إكمال حديثها ومناجاتها لله ..
وشاركتها البكاء خجلآ من نفسي و ألمآ عليها ..
ثم نهضت عن وضعية السجود وتابعت سيرها .. وكنت أتابع خطواتها الرازحة
وأبكي ألمها .. أردت أن أقبل قدميهاو أعتذر منها .. ولكنني كنت أعلم
بأن دموعي رخيصة جدآ أمام ذلك الجرح الكبير الذي شاركت بصنعه
و صليبها أكبر مني بكثير ..
فاكتفيت بالدعاء لها .. والصلاة لشفائها .. آسفة على عجزي عن مسح دموعها
فيدي لم تمتلك من الطهارة ما يكفي لمسح دموع تلك السيدة العظيمة
ولكن ما كان يعزيني بأن ألم سوريا مر من قريتي .. وذلك البستان احتضن دموعها
وتلك السماء سمعت صوتها .. وكل من في القرية علم بأن جروح سوريا مرت من هنا

.:. 2012-09-19

2012-09-19 19:36:18
عدد القراءات: 882
الكاتب: admin
المصدر: فادي زغيب (منقول)
طباعة






التعليقات

  بتجنن

سوري اسدي 


شو هلحلو كتيييييييييير حلوة

  الرب قادر

باسمة زغيب 


شي رائع ومحزن ... يا رب انظر من أعلى سماك وأرحمنا وأرحم سوريا آمين شكراً يا فادي حلوة كتير