RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






حكايات طفل معاق

حكايات طفل معاق
كنت طفلاً شقياً كمعظم الأطفال، لم أكن شريراً ، ولكن كانت لي أفكاري الغريبة ، ولم تكن مثل أفكار رفاقي تماماً ، والسبب أنني كنت قصير القامة ومغولي، هكذا ولدت وهكذا سأبقى ، ولذلك كنت أسمع همسات الشفقة تطالني من زوار بيتنا ، ولم أكن أفهم مامعنى كلمة مغولي ، ولهذا السبب ، لم أكن أعلم لماذا كان والدي يردد على مسامع أمي دائماً:
( لو ماسمعتي نصيحة البصارة ، ماكان أجتنا هالمصيبة )
بدأت ألاحظ أنني كلما مررت بجمع من الناس ، أراهم قد كفوا عن الكلام وبدؤا ينظرون لي ، بعضهم كان يبتسم لي بلطفٍ بدون سبب ، وبعضهم ، وخاصة النساء، كانوا يرسمون علامة الصليب على وجوههم ويتمتمون بكلمات مبهمة ، ولكنني ولبرائتي ، كنت أعتقد أنهم يدعون لي بالتوفيق !!
نادراً ماكنت أخرج من البيت لوحدي ، بعكس إخوتي ، فهم كانوا يذهبون للمدرسة ، وأنا أبقى في البيت لمساعدة أمي ، أو الإهتمام بالبقرات الثلاثة ، أو أحياناً ألعب مع إبن الجيران ،وكان أكبر مني بسنوات كثيرة، وهو الذي بدأ بتعليمي أن أمثالي ، المغوليين ، لاذنب لهم ، وأنهم ضحية الله والمجتمع ، نعم ، لقد أخبرني أنه يوجد فوق ، في السماء ، إله مزاجي ، وكل إنسان ينال منه السعادة أو التعاسة ، الصحة أو المرض ، الغنى أو الفقر ، حسب مزاج هذا الإله الذي أخبرني عنه إبن الجيران٠
لم أكن أرى هذا الإله ، وكنت أخاف منه ومن شره ، وكثيراً ماكنت أطلب في صلاتي الربانية التي علمني إياها أبونا الخوري ، أن لاتتحول أمي إلى مغولية مثلي ، لأن ذلك للأشرار فقط ، هكذا سمعت جارتنا تقول لأمي أثناء خلافاتهم المستديمة٠
يوم الأحد الماضي ، أخذتني أمي مع إخوتي إلى الكنيسة ، وكانت هذه أول مرة أذهب فيها للكنيسة ، لأن والدي كان يرفض ذلك ،وهناك سمعت أبونا يقول أن ( إستفقاد الله رحمة ) وأن الله محبة ،
فسألت أمي بدهشة ( هل يوجد إله ثاني ) ؟ إبن الجيران أخبرني عن إله شرير ، وأبونا الخوري يتكلم عن إله رحوم ، فهل هم إخوة ويعيشون مع بعضهم في السماء ؟
كنت أحب أمي ، ولا أحب أبي، لأنه كان ينظر لي دائماً ويتأملني كثيراً ، وبعد ذلك كان ينهض بشكل مفاجيء ، ويرفس الباب بقدميه ، ويخرج من البيت، ولذلك كنت أخاف منه ، مثل خوفي من ذاك الإله الشرير ، ولكن الخوف كان يغادرني ماأن يأتي أبونا الخوري لعندنا، ويحدثني عن ( الإله الثاني )٠
في إحدى الليالي، قررت أن أطلب من الله الطيب أن يشفيني ، لكي أستطيع الذهاب إلى المدرسة مثل إخوتي ، صليت كثيراً ، كثيراً جداً ، وإستغرقت في النوم٠
رأيت نوراً يغمرني ، ودفئاً يلفحني ، وشمساً ساطعةً يخرج منها صوت يحدثني : ماذا تريد ياحبيبي الصغير ؟
قلت : أريد الذهاب إلى المدرسة٠
لماذا تريد الذهاب إلى المدرسة ؟ سألني من جديد
وقبل أن أجاوبه ، قال لي : تعال وإنظر
دخلت قصراً من غيوم ذهبية ، وجدران إلماسية ، وفي وسط القصر نوافير نورانية ، يحيط على جوانبها شجيرات قرمزية ، يلهو عليها أطفال مغولية ، أصوات ضحكاتهم تعكسها أجراس بلورية ، فأخذت بتأمل روعة هذا المكان وقد نسيت الشمس والصوت ، ولكن سرعان ماسمعت من يهمس في إذنيّ :
( هنا مدرستكَ ومعبدكَ ونهاية سفركَ ، هنا راحتكَ ومواساتكَ ، هنا مكان تجفيف دموعكَ )٠
( مغوليتكَ أنقذتكَ من الخطيئة ، عاهتكَ جنبتكَ غضبي ، وعدم إدراكك فتح لكَ أبواب الجنة )٠
( بالعلم ستعرف ، وستحاسب على قدر معرفتك )
( العلم سيجعلكَ ترزح تحت وطأة الشريعة ، والشريعة تؤدي للخطيئة والموت )
( لم أعطيك وزنات ، فلن أطلبك بالفوائد )
( لم أرحمك بالحياة ، ولذلك فكنزكَ من رحمتي لم ينقص ، وهو بإنتظاركَ )
( كل دمعة تسكبها تزاد على مواساتكَ ، وكل إهانة سمعتها ، تصبح جمرةً في نار قائلها )
صرخت في نومي :( لا أريد المدرسة، لا أريد المدرسة )
هرعت أمي تحضنني وتهدأ من روعي ، لم تسألني ولم أخبرها ، وبقيت صامتاً٠ أصبحت أدرك في داخلي ، ولا أعرف كيف يأتيني الإدراك
أصبحت أدرك نظرات الناس ٠٠ وأشفق عليهم
وعرفت أن أبي يحبني ويتألم عليّ وليس مني
أدركت أن مقاييس الناس وأحكامهم هي معكوسة
الغنى هو إعاقة مغولية ونحن نفتخر بها
الجَمال هو عاهة مغولية إن لم تكن إنعكاس لجَمال الله
المرض هو إستفقاد الله لمحبيه
وأنتم يا من تقرؤون كلماتي ، ماذا تعرفون عن أحلامي ؟ ماذا تعرفون عن قصري السماوي ؟
لو كنتم تدركون ، لأصابكم الحسد من عاهتي
لو كنتم تحلمون ، لما أردتم العودة إلى وعي العقل٠
ما أشد إشتياقي للرحيل٠
فعلاً الله محبة ، شكراً يا أبونا
جهاد .:. 2012-10-30

2012-10-30 21:23:57
عدد القراءات: 807
الكاتب: admin
المصدر: جهاد"
طباعة






التعليقات

  الامتنان

نجوى شعلان  


أقصر الطرق لأن تحب نفسك هي الامتنان .. ابحث عن أشياء تمتن لها. اشعر بقيمة الأشياء التي تحيط بك. و عندها ستحب نفسك بجنون. قال أحدهم : كنت ألعن حفيقة أني لاأمتلك حذاء .. الى أن صادفت رجلا بلا قدمين .

  أحب الله*ورسوله*

مريم 


لا اله الا الله*محمد رسول الله (عليه افضل الصلاة والسلام)

  الطفل

ritadj 


سبحان الله و لا اله الا الله وحده لا شريك له سبحان الله............ سبحان الله