قطفا التفاحة وأكلا منها سوية ولكن.. ! رغم تشاركهما في العصيان والاقتراب من الشجرة المحرمة الا أن هذه التفاحة كانت سبباً بتثبيت التهمة على حواء وحدها دون آدم بأنها سبب "الغواية " .

ومنذ ذاك اليوم ورجال يتهمون "النساء" بأنهن سبب الغواية في هذه الدنيا ونساء يهزأن "بصغر عقل" الرجال والجدل مازال مستمرا.

وهكذا أصبحت كل الاتهامات بـ "خراب البيوت" توجه وبكيل كبير الى حواء التي ومن الواضح أنها لن تستطيع تغيير هذا المفهوم وتبرئ ساحتها مهما فعلت ، "فالتهمة أصبحت ثابتة".

ترسخت هذه الفكرة في أذهاننا نساء ورجالا مذ كنا صغارا ومع اختلاف نسبة القناعة بها من شخص لآخر إلا أنها أصبحت رمزا تطور على مر الأزمان من مجتمع الى غيره و باتت موجودة في عقولنا وبداخلنا .

حتى أن بعض القصص والأساطير ساهمت في تأكيد هذه "التهمة "، فأسطورة دليلة و شمشون الجبار وصفت وبشكل قوي "دهاء "المرأة وقدرتها على الإغواء ، حيث أن شمشون الذي كان جبارا عاتيا ويمكنه ان يواجه قبيلة بمفرده ، جعلته دليلة بغوايتها يقع في غرامها ويبوح لها بسر قوته الذي حير أعدائه في فلسطين حين قال لها " قوتي في جدائل شعري السبعة فإذا حُلقتْ ذهبت قوتي"؟!!

فطلبت من خادم أن يحلق شعره، ومع كسر عهده النذيري تركه الله وقبض عليه الفلسطينيون وحرقوا عينيه ليصبح أعمى .

نساء يعترفن أن "حواء" مصدر للغواية في الحياة سواء بقصد أو من دون قصد "!

بعض النساء يلجأن وبطريقة غريزية الى استخدام أنوثتهن للحصول على شيء معين يرغبن به مهما كان بسيطا او سطحيا ، "فابتسامة او نظرة معينة لن تؤثر اذا كانت ستفي بالغرض " ..!

السيدة ايلين 38 عاما قالت أن الغواية في النساء تختلف فهناك نساء يكن مصدر للغواية بطريقة لباسهن او طريقة كلامهن .

مضيفة أن ارتباط الغواية بحواء أمر حقيقي وليس ظلما لها والذي يقول غير هذا الكلام "بيكون عم يضحك على حالو ".

وقالت أن كل حواء لها طريقتها في الوصول الى ما تريده على اختلافه حتى لو كان بنسب مختلفة ، رغم انه وفي بعض الاحيان لا تفكر النساء بالإغواء لكننا نجد أن" الرجل قد وضع الأمر نصب عينه ".

ورأت ايلين انه منذ أن قبل آدم التفاحة من حواء كان ذلك إشارة الى انه "سيكون دائما ضعيفا أمام إغوائها" .

تؤيد سناء 23 عاما ما ذهبت اليه ايلين، وتقول " نحن الفتيات وباللاشعور نستخدم أنوثتنا في الكثير من الأحيان لنحقق ما نريده .

وأضافت سناء أنها حين تتعرض لمخالفة سير مثلا فهي تبتسم للشرطي وتحاول أن تقنعه "بمسايرة " حتى يتراجع عن المخالفة وفي معظم الأوقات تنجح في ذلك .

وتبرر سناء موقفها أو قناعتها هذه أنها هكذا لم تخسر شيئا بل استطاعت ان توفر على نفسها أشياء كثيرة " واذا كان الرجل يرضى عن طيب خاطر فهذه تبقى مشكلته هو ويبدو أن "هذه القصة تعجبه وتبعد عنه المسؤولية "

ريتا 23 عاما وتعمل في مجال الإعلام ، كان لها رأي آخر حيث رأت أن موضوع الإغواء "موجود داخل الرجل بالغريزة وليست حواء هي السبب الوحيد فيه ، فآدم كانت لديه كل الرغبة بأكل التفاحة وانتظر من شجعه عليها ليبرر موقفه وهكذا يحدث الآن وسيبقى يحدث دائما".

ورجال يلقون باللوم على أنفسهم ..ويرون أن غواية حواء نعمة الهية..!

ان لم يكن الرجل مستعدا لقبول الإغواء مهما كانت أشكاله فلن يجبره احد على ذلك ، فالرجل سعيد بما يقدم له وربما كل أدم يشعر أنه "الوحيد على هذه الكرة الأرضية لتعجب به حواء" .

فالسيد هاني شاعر وكاتب 40 عاما قال ، أن النساء في الغالب هن مصدر للغواية لكن الرجل له دوره أيضا فالكثير من الرجال قد اخرجوا من معاني رجولتهم واصبحوا يماثلون حواء بمفردات الإغراء .

وعن نفسه قال انه بالطبع يغوى مثل غيره من الرجال لكن ليس من كل النساء انما "من قبل امرأة تحمل مفاتيح اغواءه".

ووصف هاني قصة الغواية بجملة بسيطة قائلاً "انها سنة الكون هي تغويه وهو ينصاع" .

السيد ت.ع 45 عاما صحفي قال أنه "لا يرى أن حواء تستحق تهمة الغواية من الأساس بل هو يراها نعمة الهية" ، واضاف " اذا كان الله يريد غوايتنا اذن فالغواية صح وليست خطأ فهو خلق حواء لآدم"

أأما جورج 25 عاما ويعمل محاسب في شركة خاصة رأى وبدون أدنى شك أن "النساء هن السبب في كل غواية على وجه هذه الأرض"، وأنهن "سيبقين هكذا لأنها سنة الحياة منذ بدء الخليقة وحتى هذا اليوم والى الأبد" .

فهل ستبقى حواء رمزا للغواية ولتنغيص حياة آدم كما وصفها البعض، أم ربما ستبرئ من التهمة يوما ما .. لسبب ما ؟؟

رانيا معلوف - سيريانيوز