RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




- مقاومة التغيير من "المكتوبجي" الى الانترنت

منتديات صحنايا > منتدى الكمبيوتر والبرمجيات

- مقاومة التغيير من "المكتوبجي" الى الانترنت

مقاومة التغيير من "المكتوبجي" الى الانترنت
مقالات واراء

حالة من التذمر تبدو واضحة لدى الشباب ومستخدمي الانترنت من تردي اداء الخدمة في سوريا ، فقد اصبح هذا "الاختراع" الجديد حاملا لكثير من مقومات حياتنا اليومية ، ومثل اي شيء جديد هناك من يقاوم بشدة هذا "الوافد" الينا ، وانتشاره بيننا وقد تستمر المقاومة لوقت طويل وتستمر المعاناة.


وعبر التاريخ دائما يأخذ الجديد وقتا ليصبح مألوفا ، ولا ننسى ان الانترنت لم تدخل سوريا الا قبل 15 سنة فقط ، ومنكم سيستغرب كلمة "فقط" بعد الـ "15 سنة".

 

جونتبرغ  

 تأخر دخول الطباعة الى بلادنا مدة تزيد عن 400 سنة فأول مطبعة احدثت في دمشق واستمرت في العمل كانت شخص يدعى حنا دوماني و ظهرت في العام 1855 وعرفت بالمطبعة الدومانية، بينما اخترع جوتنبرغ الطباعة في العام 1450 تقريبا.

 

وهذا لا يعني ان الطباعة قبل جونتبرغ لم تكن معروفة وانما كانت تعتمد اساليب غير مجدية مثل حفر الحروف على الخشب ، وقام جونتبرغ بابتداع طريقة الحروف المعدنية المتحركة التي يمكن صفها واستخدامها اكثر من مرة.

فيما استغرق دخول الانترنت الى سوريا فقط 25 عاما تقريبا منذ اختراعها، وبعد اقل من عقدين من انتشارها على نطاق واسع بدأ يظهر بعض متصفحي الانترنت عندنا ، هؤلاء بدأوا بتصفح المواقع واستخدام البريد الالكتروني عن طريق لبنان من خلال اتصال دولي يكلف 35 ليرة سورية للدقيقة الواحدة عدا عن قيمة رسوم الشركات المزودة للخدمة هناك.

وهكذا يجب ان نعلم بان ظهور مثل هذه الاختراعات التي غيرت وجه البشرية ليس شرطاً لازماً لانتشارها الفوري وهذا يعتمد على البيئة المحيطة ودائما هناك من يقاوم "الجديد"

 

فلم تظهر اول صحيفة ( بالمعنى الذي نعرفه ) الا بعد 150 عاما من ظهور الطباعة ، حيث ظهرت اول صحيفة مطبوعة في العالم " رولاسيون "في المانيا عام 1605 ، ومضى ربع قرن حتى ظهرت الصحف في فرنسا في العام 1631.

بينما يستغرق الامر وقتا اطول في البلدان المتخلفة ، فالصحافة لم تظهر في منطقتنا في ظل الدولة العثمانية الا بعد ما يزيد عن الـ 250 سنة من ظهور اول صحيفة في اوربا .

وعندما نقول ظهرت لا يعني انها انتشرت ، فانتشار الصحف والكتب كان محدودا للغاية ( وما زال اذا اخذنا بعين الاعتبار نسب النسخ الموزعة الى عدد السكان )، لعدة اسباب ، احدها تضيق الحكومات المتلاحقة على عملية النشر ومحاولة تقييدها.

 

وخلال السنين الطويلة التي كان المولود الجديد يحاول الحياة ، يمكن ان نصف تطور الاحداث بانها معارك حقيقية وعنيفة بين  التيارات المناهضة للتغيير المستفيدة من الواقع الراهن وبين المحدثين.

 

و بعد  ظهور الطباعة والصحافة بشكل فعلي بعد منتصف القرن التاسع عشر فان المتتبع لمسيرة اصدار الصحف وطباعة الكتب يعلم بانها كانت مسيرة طويلة وشاقة ومليئة بالانتكاسات وخيبات الامل.

 

وهذه هي الحال منذالزمن القديم حيث كانت الاحاديث والآداب عند العرب  تنقل عن طريق الرواة الذين يشترط فيهم ان يسمعوها من صاحبها( مؤلفها) او عن شخص سمعها من صاحبها بما يعرف بـ "الاسناد" ، ووقف اصحب مذهب "الاسناد" ضد من كان يأخذ معارفه من الكتب عند انتشارها واطلقوا على من يعتمد الكتب في تلقي معارفه اسم "صُحفي" اي انه يعتمد على القراءة من "الصحيفة" ( الورقة المخطوطة )  وطبعا يأتي هذا في معرض الذم من ناحية التحريف وعدم الدقة؟!

حتى ان بعض المراجع التاريحية تروي قصصاً عن علماء اضطروا بعد قراءة الكتب الى السفر لمسافات طويلة للقاء اصحابها( مؤلفيها ) او من سمع منهم ، لا بغاية التقصي والمزيد من الفهم ، بل فقط لكي يكونوا محط ثقة وينأوا بنفسهم عن النقد والتشكيك في معارفهم.

قبل الطباعة كانت كل الكتب تنسخ يدويا

 وبعد ان انتشر النسخ على مدى قرون طويلة وكان الوسيلة الوحيدة لنقل المعارف ، جاءت الطباعة وعانت هي الاخرى من معارضة الجديد ورفض "التغيير" من قبل شرائح معينة.

وكان على رأس من عارض الطباعة في بلادنا  آلاف النساخين الذين كانوا يقتاتون من هذه المهنة ، ومن ثم رجال الدين بداعي توخي الدقة وعدم جواز استخدام جلود الحيوانات "النجسة" التي يصنع منها جلد الطباعة للتدوين ، وخاصة الكتب الدينية والقرأن الكريم.

اما ما نعيشه اليوم وبرأيي الخاص فان ثورة الكمبيوتر والانترنت ، ستكون موازية في تأثيرها الكوني لثورة الطباعة ، وتؤثر الثورة الجديدة على الطباعة في الحقيقة بمفهومها التقليدي ، وستهددها بالزوال كما كانت المطبعة سببا في زوال النسخ.

 

شاشة كمبيوتر مرنة

 ربما بعد اقل من 100 سنة سيكون اي كتاب مطبوع له قيمة كبيرة ( اثرية ) بعد سواد النشر الالكتروني ، حيث سيصبح الكتاب شيئاً من التراث (كالمخطوط في هذه الايام ) وستحل محل الاوراق والصحف ، الحواسب المحمولة والشاشات المرنة القابلة للطي التي تمتلك القدرة على الاتصال مع قواعد البيانات واسترجاع آلاف الصفحات والكتب بسرعة وكفاءة عالية.

 

والى ذاك الحين ، سيكون دائما هناك من يعترض ويعرقل مسيرة الحداثة كما كان الأمر عبر التاريخ كله، ويتمسك بما كان ، هؤلاء أصحاب المصالح المستفيدين من الوضع القائم ويعملون للحفاظ عليه باي طريقة.

وكما كان يتم تضييق الخناق على الطباعة ( وما زال في كثير من البلدان ) ، فانه سيتم تضييق الخناق على انتشار الانترنت واستخدامها وسيعاني الكثير من المستخدمين التواقين للاستفادة من الخدمات التي توفرها الشبكة من اجراءات الرافضين لهذه "البدعة" ، وخاصة ان عملية التحكم بالشبكة قد تقع في بعض المفاصل ضمن مسؤوليات افراد قد يكونوا جهلاء لا يملكون الرؤية ، ولا يتصرفون الا من خلال زاوية محددة تحقق مصالح ضيقة على حساب المصلحة العامة ولو بدون قصد.

ومن المنطقي في هذا السياق ان تبقى المعركة مستمرة عبر التاريخ والى الابد ، ولكن في المحصلة تكون الحركة على محور الزمن هي المضي قدما الى الامام.

 

ويحضرني بهذه المناسبة ان اذكر لكم حادثة طريفة مفادها بانه كانت خلال حقبة الدولة العثمانية تسند مهمة مراقبة المطبوعات والكتب في بلادنا لشخص يلقب بالمكتوبجي  ، وارادت احدى الصحف " الصباح" في بيروت لصاحبها "نقولا نقاش" في نهاية القرن التاسع عشر  ان تنشر اعلان يقول" بيت مؤلف من اربع غرف مُلك محمد علي الطرابلسي للايجار وعلى الراغبين مخابرة صاحبه".

واعترض المكتوبحي على كلمة "مُلك" حيث ان هذه الكلمة لا يجوز ان تطلق الا على السلطان ، وحاولت الجريدة ان تُفهم الرقيب الجاهل بان الكلمة في هذا السياق تعني ان علي الطرابلسي هو صاحب البيت ليس الا، وكان عصي على الجريدة ان تفهم  المكتوبجي ذلك ، واستبدل الاخير كلمة "ملك " بـ " امبراطور" فظهر الاعلان في الصحيفة كالتالي  :

" إن دار الامبراطور محمد علي الطرابلسي معدة للايجار وهي مكونة من اربع غرف .."؟؟

 اول مطبعة في بلاد الشام دخلت حلب 1709   

 واذا تعمقنا اكثر في تاريخ الطباعة في المنطقة نجد على سبيل المثال بان اول مطبعة دخلت الى المنطقة على يد رجل دين مسيحي جاء بها من بخارست الى حلب وطبعت اول كتبها في العام 1706 لتغلق بعد بضع سنوات من افتتاحها لمواجهتها الصعوبات، ولم تعد الطباعة الى حلب الا بعد ما يزيد عن 100 سنة؟!.

2010-02-11 17:27:32
عدد القراءات: 728
الكاتب: admin منقول
المصدر: admin منقول
طباعة






التعليقات