RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




- ابنتي ريم

- ابنتي ريم
- ابنتي ريم

- ابنتي ريم- ابنتي ريم


ابنتي ريم

استقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي ..
صغيرتي ريم ؛ هي أيضا اعتادت على الاستيقاظ مبكرا..
كنت أجلس في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي ..
قالت بعد متابعة وحيرة :
- ماما ماذا تكتبين ؟!
- أكتب رسالة إلى الله .
- كيف .. إلى الله ؟!
- أدعوه .. وأطلب منه المغفرة وأسأله حاجاتي ..
- حاجاتك ؟!
- نعم .
- حاجاتك .. مثل ماذا ؟!
قلت بضجر:
- كفي عن كثرة الأسئلة .
- ماما .. هل تسمحين لي بقراءتها ؟!
- لا يا حبيبتي هذه رسائلي الخاصة ولا أحب أن يقرأها أحد .
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة لكنها اعتادت على ذلك فرفضي لها كان باستمرار.
* * *
بعد أسابيع ..
ذهبتُ إلى غرفة ريم ، و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي .. يا ترى لماذا هي مرتبكة؟
- ريم .. ماذا تكتبين ؟
زاد ارتباكها ..
وزاد استغرابي بارتباكها ..
- ريم ماذا تكتبين ؟!
أخذت ريم نفسا عميقا .. وردت بضجر عذب وبراءة متناهية ..
- لا شئ ماما .. إنها أوراقي الخاصة.
غرقت فيما بين حيرتي مما تخبئه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه ، وبين فرحتي بالاستقلالية المبكرة لدى ريم ؟!
وفي هذه الأثناء عادت لريم هدأتها وتابعت ريم كلامها ..
- ماما .. أنا أكتب رسائل إلى الله ..
كما تفعلين ..
دهشت .. ولم يخطر ببالي تسائلها السابق ..
- ولكن ماما .. هل يكون كل ما نكتبه ؟!!
- طبعا .. فإن الله يعلم كل شئ.
لم تسمح لي ريم بقراءة ما كتبت فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد كي أقرأ له الجرائد كالعادة ..
راشد زوجي .. وهو مقعد منذ سنوات .. ولا يستطيع خدمة نفسه دون معين.
كنت أقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي .. لاحظ راشد شرودي ظن بأنه هو سبب حزني .. فحاول إقناعي بأن أجلب له ممرضة كي تخفف عليّ هذا العبء.. يا إلهي لم أشأ أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من أجلنا ..
واليوم يحسبني سأحزن من أجل ذلك وأوضحت له سبب حزني وشرودي ..
بعد أيام ..
عادت ريم من المدرسة .. وكان الطبيب في البيت .. فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة .
وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف ..
تناسيت أن ريم ما تزال طفلة ـ ودون رحمة ـ صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وأنه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع ..
انهارت ريم ظلت تبكي وتردد
- لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟
- قلت : ادعي له بالشفاء يا ريم يجب أن تتحلي بالشجاعة ولا تنسي رحمة الله إنه القادر على كل شئ فأنتي ابنته الكبيرة والوحيدة.
التفتت ريم إليّ بنظرة فيها صمت تجلت منها شجاعة غريبة وكأنها لم تكن حزينة منذ قليل وقامت من مكانها وهي تقول بثقة :
- لن يموت أبي ..
ثم ذهبت لغرفتها بعد أن تركتني مذهولة.
ريم في كل صباح تقبل خد والدها الدافئ ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت بنبرة منكسرة ..
- يا أبي ليتك توصلني يوما للمدرسة مثل أباء صديقاتي .
نظرتُ إلى راشد ..
راشد يبلع ريقه في غمرة حزن شديد ..
وجهت وجهي لحظة نحو النافذة .. ربما هروبا .. ثم التفت إلى ريم فإذا هي قد خفضت رأسها يأسا .. التفت إلى راشد وعلى خده دموع الرجال .. استدرت من جهته ومسحت عن خده دمعة كان قد واراها من ريم .. فنزلت دمعة أخرى أغزر وأسرع ..
لم أستطع وقتها أن أتماسك .. أسرعت إلى الباب منتظرة ريم ..
خلل راشد بأصابعه شعر ريم وهو يمسك دمعاته وقال بتحامل شديد وصوت متحشرج ..
- إن شاء الله .. اذهبي الآن.
راشد يعلم أن إعاقته لن تساعده على الوفاء ..
خرجت ..
خرجت ريم ..
أوصلتها إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت ، غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله ، بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ ..
وبعد بحث طويل ؛ لا جدوى ..
ترى أين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟
نعم ربما يكون هنا ..
في الصندوق الأخضر.. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق وهو هدية أختي لي .. طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها ..
يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها إلى الله!
- " يا رب .. يا رب .. يموت كلب جارنا سعيد ، لأنه يخيفني"!!
- " يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت" !!!
- " يا رب .. ينجح ابن خالتي لأني أحبه"!!!
- " يا رب .. تكبر أزهار بيتنا بسرعة لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها لمعلمتي"!!
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة
من أطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :
- " يا رب .. يا رب .. كبر عقل خادمتنا لأنها أرهقت أمي "
يا الهي كل الرسائل مستجابة ، لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من أسبوع ..
قطتنا أصبح لديها صغارا ، ونجح أحمد بتفوق ، كبرت الأزهار ، ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ..
يا إلهي لماذا لم تدعو ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!!
شردت كثيرا ليتها تدعو له ..
ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج ، ردت الخادمة ونادتني :
- ماما .. المدرسة ..
- قلت : المدرسة ؟! ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟
ذهبت لتلقي المكالمة ..
أخبرتني مديرة المدرسة : أن ريم كانت تتأمل من الشرفة منزل معلمتها القريب والتي كانت تود إعطائها زهرة اليوم .. لكنها لم تحضر لمرض عارض ..
هوت الزهرة من يد ريم فجأة فحاولت ريم التقاط الزهرة فاختل توازنها وسقطت من الدور الرابع ..
* * *
وقعت الزهرة .. ووقعت ريم ..
زهرة خامدة الأنفاس .. بجانب زهرة فواحة العبق مزهوة الأوراق ، ليس لها معنى إلا في يد ريم ..
ريم ماتت .. ومات معها الحب والعطف واللطف والبراءة ..
ماتت ريم .. ومات معها الشعور بجمال الحياة ..
كم كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد .. ومن شدة صدمته أصاب راشد شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام ..
كيف ماتت ريم ؟!! كيف حدث لها كل ذلك لا أستطيع تصديق ما يدور..
مُدرستها هي الأخرى كانت تنتظرها ..
فجعت بريم لما سمعت الخبر وانتقلت بعدها لمدرسة أخرى لاتهامات بقية المدرسات لها لتسببها في حادثة ريم ..
كنت أخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها ..
كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه كل زاوية في البيت تذكرني بها ..
أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ..
مرت عدة أشهر على وفاتها وكأنه اليوم ..
في صباح يوم جمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول إنها سمعت صوتا صادرا من غرفة ريم .. يا إلهي هل يعقل أن ريم عادت ؟ هذا جنون ..
- قلت للخادمة : أنت تتخيلين .. لم تطأ أي قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم ..
أصر راشد على أن أذهب وأرى ماذا هناك ..
وضعتُ المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب ..
فلم أتمالك نفسي ..
تذكرتُ ريم .. إني أراها تتقافز حولي وأنا أطارد خيالها حولي .. مكتبها .. مصباحها .. صندوقها .. ارتطمت ساقي بالسرير استيقظت من أوهامي ..
جلست أبكي وأبكي .. ألقيت بنفسي على سريرها في بكاء مؤلم .. جاء راشد على كرسيه المتحرك وأنا على حالي فعادت إلينا ذكريات أليمة ولوعات مهلكة .. في ذكرى ابتنا ريم ..
عين راشد هي أيضا لم تحتبس ..
الخادمة أيضا تبكي لأنها كانت تحب ريم ..
ريم لم تكن الابنة الصغيرة فقط .. كانت ماء الحياة لنا ونفسها وطيبها ..
كانت سلوة الداخل والخارج والقريب والبعيد ..
نسينا الصوت الصادر من الغرفة ..
رفعت الخادمة لوحة من على الأرض مكتوب عليها آية الكرسي بخط ريم ..
كانت تحرص على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. كان سقوطها مصدر الصوت وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلف اللوحة ..
يا الهي ..
إنها إحدى رسائل ريم إلى الله ..
وبدايتها كالعادة بخط كبير .. يارب .. يارب ..
يا ترى ماذا كتبت ريم هنا ؟! ولماذا أخفت ريم هذه الرسالة بالذات ؟!
ولماذا وضعتها خلف الآية الكريمة ؟!
مسحت الغبار .. أبعدت ما بقي من القماش ..
يا إلهي ما هذا ؟!!
0
0
0
0
0
0
0
000000
يا رب .. يا رب ..
أموت أنا .. ويعيش بابا ..

د. شاهين (بتصرف)

د. شاهين .:. 2009-05-11  

2009-05-12 18:07:38
عدد القراءات: 930
الكاتب: admin
المصدر: د. شاهين .:.
طباعة






التعليقات

  أه

ام اللول 


القصة كتير مؤثرة .أنا ممكن أعمل أي شي مشان بابا يلي بحبو كتير وبموت عليه .{ريم صحيح ماتت عشان يعيش أبوها بس هو عايش بجسد مشلول وميت بقلب مقهور}

  شكر

مجد 


شكرا دكتور قصة رائعة جداً

  قصة مؤثرة جدا

يارا _أمريكا  


ان هذه القصة من أروع ما كتب يا دكتور شاهين ..لم أستطع ايقاف دموعي التي انسكبت دون توقف لفترة طويلة ...ما أروع الصغار وما أكبر احساسهم ..فرغم صغر سنهم وتجاربهم في الحياه..الا أن الله أنعم عليهم بحساسية بالغة ومشاعر متدفقة ..شكرا لك

  حقاً

حسن إبراهيم الحاج علي 


حقاً كما نسمع بأن الأطفال ملائكة الله على الأرض ، فدعائهم مستجاب

  الله يرحمها

wafaa kandalaft 


لاأستطيع التعليق أبدا لأنها قصة رهيبة جدا .اذا كانت قصة حقيقة الله يعني أهلها

  شكرا

rafif 


بصراحة القصة كتير مؤثرة وحلوة شكرا إلك دكتور ع القصة الرائعة

  يا رب

صحناوية 


عندما قرأت هذه القصة أحسست بضيق في صدري وحاولت التقاط نفس كاد أن يتوقف وشعرت بخوف شديد لا أعرف لماذا ربما لأنني أخاف من المجهول وأخاف من ألم ممكن أن يحدث لشخص أحبه ولا أستطيع مساعدته ليتني الطفلة ريم ليحقق الله لي طلبا واحدا فقط لا أرجو غيره وحتى لو كلف ذلك حياتي

  شكرا

مدين سلمان حمدان دبي 


دكتور؟؟؟؟؟؟؟ الله يعطيك العافية مؤثرة جدا جدا جدا تحياتي لك وشكراعلى هذه الابداعات الرائعة

  شكراً

د. شاهين 


شكراً كتير لكل إلي علّقوا على القصة أو يلي قروها وفعلاً دعاء الأطفال مستجاب عند ربنا لإنن ملايكة بس يا تُرى بيكفي نقدملن مجرد حب بس.

  دمعت عيني

ياسين  


والله بكيت قصة كثير مؤثرة