- اجتماع في كنيسة صحنايا

ردا على الدعوة التي تمت في شهر أيار 2009 للمشايخ والتي دعى إليها الأخ أبو هشام كشيك فقد قام المشايخ في صحنايا برد الزيارة بدعوة من قداسة الأب اليان راعي الكنيسة ووجهاء الطائفة .- اجتماع في كنيسة صحنايا


ردا على الدعوة التي تمت في شهر أيار 2009 للمشايخ والتي دعى إليها الأخ أبو هشام كشيك فقد قام المشايخ في صحنايا برد الزيارة بدعوة من قداسة الأب اليان راعي الكنيسة ووجهاء الطائفة .
- كلمة الأب اليان وهبي في بداية اللقاء:
قام الأب اليان بتوجيه كلمة ترحيب بالمشايخ الكرام وقال ان هذه البلدة مشهودة اليها بالمحافظة على التقاليد والعادات الحميدة ودائما يتناقل الشباب عن الشيوخ العادات والمواقف الحسنة وهذا ما يوطد العلاقة الوطنية والالتصاق بالوطن ويجمع الجميع تحت لواء المحبة والتغني بالتراث .
- كلمة الأخ خليل لطف الله:
ثم الأخ خليل لطف الله وارتجل كلمة ثنى فيها على أقوال الأب اليان بالترحيب بالمشايخ الكرام وقال إن هذه البلدة دائما يتناقل شبابها والمتعلمون والمثقفون منهم مآثر الآباء ويفخرون بالأفعال الطيبة التي تصدر عن السكان والتي تعتبر من أحسن الدروس وأحسن المثل وقال: من وين بدنا نجيب مثل الشيخ أبو محمد كشيك الذي قضى أربعون سنة في مطحنة البلدة والذي كان يسهر الليل بكامله ليفصل حبات القمح عن الشعير لكي لاتختلط الغلال مع بعضها . ومن وين بدنا نجيب مثل الشيخ أبو يوسف مهنا وأم ابراهيم سارة المتجاوران في الأرض والزيتون فيقوم كل منهما بانتقاء ثمار الزيتون و(ترميها)للآخر باعتبار الأشجار متشابكة.
من وين بدنا نجيب مثل الشيخ ابو علي حسين عقل الذي باعنا أرضه بدون عقد أو شهود أو ايصال أو شيء مكتوب وكان يرسل لنا المراسيل لكي نقوم بنقل ملكيتها وبقي الأمر كذلك بدون وثيقة مدة ثلاثة عشرة سنة
من وين بدنا نجيب مثل الخورية سكر التي أعطت بارودة ابنها للعسكر وقالت هذه البارودة لابن غيبة وهذه الحادثة مشهورة
من وين بدنا نجيب مثل الشيخ يوسف المعروف بتقاه وتعبده لله .
من وين بدنا نجيب مثل الخوري نقولا المشهود له بالوفاء . من وين بدنا نجيب مثل الشيخ أبو يحيى زعل الأزروني والمشهود له بالستقامة والمكرمات . ومن وين بدنا نجيب مثل (صفا) أبو فرح المعروف بوفائه.
ثم قال باعتباري أول محامي في هذه البلد أريد أن أعطي الأجيال الثانية أيضا حقها وأقول :
إن الله تكرم على هذه البلدة بالأخ يحيى شعبان وهو من طليعة الجيل الجديد الذي ضرب مثلا بالتضحية من أجل بلده ووطنه والذي ندعو الله أن يرده إلى الوطن بأقرب وقت كما أعطانا الأخ أبو هشام نعيم كشيك وهو المثل الصالح في العطاء والتضحية .
كذلك الله تكرم وأعطانا شبابا مثل شباب بيت الصويتي بكندا وهم مثل للعطاء .كذلك اعطانا الدكتور بسام حداد الذي له أياد بيضاء بتقديم المعونة للكنيسة . أيها الأخوة حين يصبح الإنسان بعمر الثمانين مثلنا يتذكر خصب وخصوبات مآثر بلدته ومجتمعه ،وأنا كإنسان بهذا العمر أتذكر ويرسخ في جفوني قبل أن تذبل أن بلدتنا شهدت بعض الحوادث التي سوف نأخذها معنا عبرة إلى التراب الأخير وأهم هذه الحوادث هما الحادثتان التاليتان :
الأولى : حدث زيارة سلطان باشا الأطرش إلى صحنايا :
قرر عطوفة الباشا سلطان أن يزور صحنايا في العقد السادس من القرن الماضي فاجتمع أخواننا الموحدون ليقرروا برنامج الزيارة وعمن يكون المضيف الأول لعطوفة الباشا واختلفوا على من يكون المضيف الأول وبقوا على هذه الخلاف ولم يصلوا إلى نتيجة وفي اليوم التالي حيث قدم سلطان باشا إلى صحنايا شرحوا له ذلك وسألوه عمن يكون المضيف الأول. تطلع عطوفة الباشا بالجميع بعينيه الوديعتين وقال : الخلاف محلول قالوا وهو الحل .قال لهم بابتسامته المعهودة إلى بيت فضيلة الخوري وانتهى الخلاف وسكت الجميع وهكذا كان .
الثانية : التي تهز المشاعر وهو منظر أهلنا بيت كشيك حينما دخلوا إلى المجلس في صحنايا لأخذ الخاطر بابن قسام الذي توفي اثر حادث أليم سببه أحد أفراد بيت كشيك . مجرد دخول هذه الأسرة الكبيرة للمجلس لأخذ الخاطر والمتوفي مازال على الأرض ولم يوارى التراب أثار شعورا لا يوازيه شعور لأن العائلتين عائلتين كريمتين وهم جميعا أهل مكرمات . أنه تكريم للفقيد أولا بأنه فقيد العائلتين وتكريم لأهل المغدور وثانيا تكريم للبلدة والحضور جميعا.
وقبل لأن أنهي كلمتي أقول : إن أوضاع المرأة في بلدنا صحنايا أوضاع جيدة والمرأة فيها مكرمة وكثيرات منهن وصلت أقدامهن إلى ذروة الهرم الهرم الاجتماعي والثقافي وحصلن على درجات علمية كبيرة إدارية اكبر
أقول قولي هذا واستغفر الله من عليائه أن يبقى أهل هذه البلدة بفضائلهم ويتابع الركب بخطى حثيثة وأن تبقى الحكمة في القول والفعل.
استغفر الله في عليائه أن يعطينا العقل الكبير الذي يعقل نفوسنا
استغفر الله في عليائه أن يعطينا المعرفة والمعروف والعرفان
استغفر الله في عليائه أن يعطينا (موتا) على الحق ولاشيء غير الحق
رباه فلتكن رحمتك علينا كمثل إتكالنا عليك
بعد ذلك تداول الجميع بأحاديث لطيفة أوضاع البلدة وطرحت بعض الأفكار حول إنشاء تنظيم مصغر لتبقى البلدة على مسيرتها .
ثم تناول الجميع طعام العشاء في صالون الكنيسة ،وشكر الخوري اليان الجميع على هذا الجو الذي يسود المناقشات .

خليل لطف الله.:. 2009-06-26

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: