- لأماكن الترفيهية للشباب..معدومة وإما مرتفعة الثمن

- لأماكن الترفيهية للشباب..معدومة وإما مرتفعة الثمن- لأماكن الترفيهية للشباب..معدومة وإما مرتفعة الثمن



يعد الترويح عن النفس إحدى الرغبات الفطرية الموجودة عند كل شخص، و ما هو معروف أن هذا الميل يزداد عند مرحلتي المراهقة والشباب،فيلجأ الشباب من خلالها إلى البحث عن الأماكن الترفيهية من حوله.


مع أول سؤال نسأله لهؤلاء الشباب عن الأماكن الترفيهية التي قد يرتادونها للترفيه عن أنفسهم وعن رأيهم فيها وغير ذلك، لاشك سيصيب كثيرين منهم الاستغراب كما حصل مع الشابة زهرة التي سألت باستغراب:
(وأين تلك الأماكن الترفيهية؟!) زهرة ليست سوى شابة من آلاف أو ربما ملايين الشباب الذين لا يعرفون عن أي أماكن ترفيهية نتحدث؛ فهناك حسب رأي نبال بارودي واحد من اثنين إما أماكن ترفيهية لأصحاب الطبقة المترفة أو أماكن ترفيهية بالاسم فقط، وهي للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، إلا أنها كما تعبر الشابة: " في الحقيقة هذه ليست أماكن ترفيهية لنا وأقصد الحدائق والمقاهي ولن أذكر أكثر فلا يوجد غيرها".
تتفق جنان مع نبال في عدم اعتبار الحدائق أماكن ترفيهية كما اعتبرت دور السينما مكاناً جيداً للترفيه إلا أن العقبة تكمن في قلتها والأفلام الموجودة التي أكل الدهر عليها وشرب. الحدائق العامة والمقاهي ليست بيت القصيد في الحديث عن الأماكن الترفيهية ولكن يبدو أن الترفيه عندنا مرتبط بها وحدها بما أن الأماكن الترفيهية فعلياً يندر وجودها وإن وجدت فلها حسابات أخرى ، على الشباب أخذها بعين الاعتبار كالتكلفة المادية والبعد المكاني في كثير من الأحيان. مجرد ذكر كلمة أماكن ترفيهية أثارت السخرية عند الشاب لؤي خليل وبدأ بسرد عبارات الغضب الساخرة حول الموضوع بقوله: (أحتار كل يوم أي مكان ترفيهي أرتاد؛ نوادي الشباب المجانية المنوعة و"المقتّلة بعضها " أم الملاعب ذات المساحات الواسعة أم صالات التزلج و البلياردو والسينما بأفلامها الحديثة وغيره فمن كثرة هذه الأماكن أصابتني الحيرة مما جعلني أفضل التسكع في الأسواق). تجزم هلا بأن الأماكن الترفيهية تقتصر على الشباب،إن وجدت، فما يتمكن الشباب من ارتياده لا تستطيع الفتيات الذهاب إليه وعلى سبيل المثال صالات البلياردو والنوادي الرياضية.
وعن النوادي الرياضية، يحدثنا رضوان الذي تعود الذهاب إلى أحد النوادي الرياضية المجانية والتي تحولت بعدها إلى ملك خاص ومأجور يضيف رضوان: ( لم يكن أمامنا سوى هذا النادي أرتاده وأصدقائي أما الآن وقد أصبح مأجوراً فنحن لا نذهب إليه إلا كل شهر مرة ). المكان الذي تحول إلى مدفوع الثمن ليس سوى واحد من كثير من نواد ليست على سوية عالية من حيث الشكل العام لها أو حتى الاهتمام بها، إلا أن الرمد يبقى أفضل من العمى ، و يبدو حتى الرمد أصبح له مقابل مادي. اعتبرت ندى الخجا أن الترفيه يبدأ في العطلة الصيفية ، أما عن الأماكن المتاحة، فهي الأماكن السياحية كزيارة البحر مثلاً وغير ذلك وهي : إن "صحتلنا" تقول الشابة، لن تستمر الزيارة لها أكثر من أربعة أيام أو أسبوع لا أكثر. وجه المقارنة بين الأماكن الترفيهية المتوفرة عند الشباب السوري والأماكن الترفيهية الموجودة في أماكن أخرى اعتبرها الشاب محمود أهم ما يمكن النظر إليه وأخذه بعين الاعتبار يقول محمود: (في دول أخرى عديدة هناك اهتمام بالأماكن الترفيهية للشباب بشكل كبير، أما نحن هنا فلا يوجد ذاك الاهتمام، وإن وجد، فهو مأجور ولا يتناسب مع أصحاب الدخل المتوسط حتى. يخالف عامر رأي محمود في اعتبار أن هذه الأماكن مرتفعة الثمن معتبراً أنها معتدلة إلا أن الرواتب أو الدخل بشكل عام هو المحدود والذي لا يكفي سوى للضروريات لا للكماليات يضيف عامر: ( وإن كان الترفيه ضرورة فلا بد من أن نعتبره غير ضروري وسط الحالة التي نعيشها ويكفينا أن نرفّه عن أنفسنا بجلسات الأصدقاء كلّ يحكي همه). لا يختلف اثنان على أهمية الأماكن الترفيهية وقدرتها على التأثير في تركيبة الشباب النفسية إلا أن عدم وجودها جعل كثيرين لا يعرفون معنى الترفيه بأكثر من تسكع في الطريق أو ارتياد مقهى بنجمة واحدة وأكثرها زيارة صديق للحديث عن الهموم الحياتية.

تحيطُ بالشباب والشابات عقبات عدة و هذا يحتاج إلى متنفس يكون فيه الشباب قادرين على الاستمرار في تحمل هذه العقبات، التي قد تزيد من الأمراض النفسية، وتدفع البعض إلى البحث عن هذا المتنفس بالطريقة الخطأ، عندما لا تتوافر السبل الصحيحة لترفيه الشباب والشابات، وإن اعتبر البعض أنَّ الوسائل الترفيهية للشباب ليست على هذا القدر من الأهمية.

بالأرقام.. اهتمام الشباب ببعض الأنشطة الترويحية
زيارة الأصدقاء:
ذكور- 36،2% أهتمُّ أحياناً
16،7% أهتمُّ دائماً
إناث- 32،9% أهتمُّ أحياناً
%12،2 أهتمُّ دائماً

التنزه:
ذكور -16،3% أهتمُّ أحياناً
%9،5 أهتمُّ دائماً
إناث -15،0% أهتمُّ أحياناً
%7،9 أهتمُّ دائماً

الأنشطة الرياضية:
ذكور- 3،2% أهتمُّ أحياناً
%1،9 أهتمُّ دائماً
إناث- أهتمُّ أحياناً 1،8%
أهتمُّ دائماً 0،5%

الذهاب إلى السينما:
ذكور- أهتمُّ أحياناً 2،6%
أهتمُّ دائماً 1،5%
إناث- أهتمُّ أحياناً0،9%
أهتمُّ دائماً 0،5%..

قام بالدراسة مركز الدراسات والبحوث في اتحاد شبيبة الثورة



فرانكو .:. 2009-03-2

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: