RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






التفاصيل الكاملة لفاجعة انهيار سقف منزل على ام وأطفالها في قرية بحلب

منتديات صحنايا > المنتدى الاجتماعي

التفاصيل الكاملة لفاجعة انهيار سقف منزل على ام وأطفالها في قرية بحلب

التفاصيل الكاملة لفاجعة انهيار سقف منزل على ام وأطفالها في قرية بحلب
تحقيقات

الأب: بنيت السقف ليلاً وبسرعة هائلة خوفاً من دورية الخدمات الفنية

أحد السكان: الأيام القادمة تنذر بالخطر مع ازدياد عدد المنازل المعمرة من القش والطين

غادر أحمد منزله صباحا تاركا عائلته المكونة من زوجته عبير الحليسي 30 عاماً، وأطفاله بشار (أربع سنوات)، وناهد (ثلاث سنوات)، والرضيع أيمن (ثلاثة أشهر)، نائمين بأمان،


دون معرفة ماذا يخبئ له القدر عند عودته ظهراً، حيث أدى هبوط سقف منزله الطيني -الذي بناه على عجل خوفاً من الخدمات الفنية -إلى كارثة بكت لها قلوب كل أهالي قريته (الذخيرة) في محافظة حلب.

 

قصة الأسرة المنكوبة

أحمد عيسى الحسين شاب، كأغلب شباب قرية الذخيرة، التابعة لناحية الخفسة شرق مدينة منبج، والتي تبعد 90 كم عن حلب، غادر ضيعته إلى لبنان "لجمع بعض المال اللازم لمساعدته في الاستقرار"، ليعود إلى قريته عام 2005 ويتزوج عبير ذات الـ 25 سنة.

وبلكنة ممزوجة بالبكاء والألم يروي أحمد قائلاً "قررت هجر الغربة والعيش مع عائلتي التي كنت أحبها كثيراً، فبدأت العمل على شاحنة صغيرة (سوزوكي) عائدة ملكيتها لأحد أقربائي الذي يعمل في لبنان، وكان عملي عبارة نقل الأشخاص من الذخيرة إلى الخفسة التي تبعد عنها مسافة 3 كم وتقاضي 10 ل.س. لي من ربحه الصافي الثلث".

ويضيف أحمد بعيون تفيض بالدموع "ودعت زوجتي وأولادي صباح السبت، وعند عودتي إلى المنزل في فترة الغذاء حوالي الساعة 1:30 ظهراً، أدهشني الهدوء الذي سرعان ما تلاشى بصراخ ابني البكر بشار(4 سنوات) واستغاثته، الحقنا يا بابا الحقنا".

ويستطرد في الحديث "سارعت لفتح باب المنزل، الذي لم يفتح إلا بعد استخدامي القوة، لأفاجأ بمنظر لم أره في حياتي، المنزل تحول إلى خراب والدماء في كل مكان، وابني يبكي ويصرخ، فلم أعد أرى أي شيء أمامي".

وتحول دموع الأب دون إكمال قصته، ليتابع طارق شقيق الزوجة قائلاً "التمت الضيعة على صراخ ونواح النساء اللواتي هرعن الى البيت المنكوب، حيث لا يبعد منزل اشقاء احمد سوى بضع أمتار عن بيته، لكن احد منهم لم يسمع صوتاً نتيجة وقوع الحادثة في وقت الظهيرة، حيث الكل هارب من حر الشمس إلى منزله"

ويضيف "أخبرني أحد أبناء القرية بالحادثة، فأسرعت القدوم، وكان المنظر مروعاً، المنزل تحول إلى كومة أنقاض، وأهله بلا حراك ولا نفس، حملت أختي لإسعافها، لكنها كانت قد فارقت الحياة".

ولم يستطع الناجي الوحيد من الحادث، الطفل بشار، من وصف ما جرى، طالباً بين الحين والآخر "أن يأخذوه إلى والدته التي سافرت بعيداً"، ليعاود والده وخاله إلهاءه بالألعاب "التي اشتراها له أهل الضيعة".

 

ويعتقد خاله طارق أن "نجاة بشار عائد لكونه نائماً في أحد زاويا الغرفة التي لم تصل إليها الأحجار والطين، فخرج ببعض الرضوض والجروح الخفيفة، في حين توفيت شقيقتي (الأم) والطفل الرضيع والطفلة ناهد تحت الأنقاض".

 

سبب سقوط السقف

الذهول كان يخيم على المحتشدين داخل خيمة العزاء في القرية، والكل ينظر إلى أحمد دون أن يجد كلمات تواسيه.

عيسى الحسين، والد أحمد، لا يتوقع أن بإمكانه نسيان الحادث، ويدعو أن تكون "الأخيرة" في القرية، لأنها لم تصب العائلة المنكوبة فقط، بل القرية كلها بشيبها وشبابها.

فؤاد الحسين ابن عم أحمد قال لسيريانيوز "المنزل والأسرة كانا الشيئين الوحيدين الذين ملكهما أحمد طوال عمره كحصيلة عمله في البناء في لبنان، وبزوالهما لم يبق له شيئاً في هذه الدنيا".

وذكر التقرير بعد القيام بالتحقيقات أن "سبب هبوط السقف الطيني للمنزل المكون من غرفة مبنية من البلوك الإسمنتي، هو قدم الأعمدة الخشبية وتسوسها وعدم قدرتها على حمل سقف الغرفة".

ما نفاه أحمد الذي روى بأنه "عمرت الدار قبل 8 أشهر فقط، بعد أن أرهقني السكن بالإيجار 2000 ل.س. لمدة 4 سنوات، ودخلي اليومي لا يتجاوز الـ 200 ل.س.، فبنيت منزلي المكون من غرفة واحدة للجلوس والنوم والطعام والحمام ومطبخه خارج الدار، بمساعدة أبناء عمي وأشقاء زوجتي، باستخدام أخشاب جديدة"، مرجعاً سبب هبوط السقف إلى "الأخطاء التي ارتكبت ربما نتيجة البناء ليلاً وبسرعة هرباً من دورية الخدمات الفنية".

وشرح أحمد أنه "أثناء بناء منزله حضرت دورية من بلدية الخفسة لمنعه، وباكتشاف وقوع المنزل خارج حدود المخطط التنظيمي، أبلغوا دورية الخدمات الفنية، التي حصلت مني على تعهد بعدم صب سقف بيتوني، ما أجبرني على الاستعاضة بالسقف الطيني المدعم بالخشب الأكثر تكلفة والأقل أمناً".

وأكد عبد الله الرجب، أكبر الموجودين عمراً أن "القرية ومنذ نشأتها لم تشهد حادثا كهذا، لكن الأيام القادمة تنذر بالخطر، مع ازدياد عدد المنازل المعمرة من القش والطين".

 

"المخطط التنظيمي سري والبناء لمن يدفع"

ويلاحظ القائم بجولة قصيرة في قرية الذخيرة، ظهور الكثير من البيوت المسقوفة بالطين أو التوتياء، وتفتقر هذه البيوت إلى أدنى درجات الأمان.

 

وأجمع المحتشدون في الخيمة الذي تجاوز عددهم الـ 50 رجلاً أن "عدم سماح بلدية الخفسة، التي تتبع لها القرية، لأبناء الذخيرة بالعمار هو سبب تشكل هذه البيوت الطينية غير الآمنة".

وروى عبد اللطيف المحمد، رب عائلة كبيرة تضم 4 نساء و20 ولداً أن "بلدية الخفسة تقمع البناء بشكل تعسفي، كما حدث معي، عندما أجبروني على هدم السقف المعمر حديثاً للمطبخ والحمام الذي بنيته قبل 9 سنوات".

وأضاف "نعيش في غرفتين نأكل وننام فيهما، أنا وزوجاتي 4 وأطفالي الـ 20، ولم يسمحوا لي ببناء مطبخ وحمام ضمن الأرض التي أملكها، بحجة عدم مطابقتها للمخطط التنظيمي".

وروى عمر عبد الرحمن، مدرس لغة عربية عن معاناته من السكن مع أشقاءه الـ4 المتزوجين في منزل واحد، وعدم تفكيره في الزواج لاستحالة البناء في أرضه.

واشتكى عبد اللطيف من "سرية المخطط التنظيمي" قائلاً "أتحدى أن يعرف احد من أبناء الضيعة، ماهية المخطط التنظيمي وحدوده، منذ 25 عاماً والبلدية تتحدث عنه، دون إعلامنا بتفاصيله، وكل شيء عندهم ممنوع، وموظفي البلدية تحولوا إلى تجار بناء وعقارات، حيث يمنعوك من البناء، ليقوموا بشراء الأرض التي لا تجدي لك نفعاً، وسرعان ما يشيد من قبلهم بعد بيعها".

وقال آخر( فضل عدم ذكر اسمه) "يتم التغاضي عن البناء الذي يدفع صاحبه مبلغاً من المال، أما من لا يملك مالاً للرشوة، فإما أن يبني من الطين أو التوتياء".

وأتهم بعض أبناء القرية "المهندس الفني في بلدية الخفسة وشرطي البلدية، بغض الطرف عن البناء دون ترخيص مقابل المال، حتى تحولوا إلى أصحاب أراض وسيارات، خلال بضع سنوات من استلام مهامهم".

اتهامات رفضها رئيس بلدية الخفسة إبراهيم النافع، الذي أكد "عدم تلقيه أية شكوى من أي مواطن تخص الشرطي أو المهندس المشرف، وأبدى التعاون معهم في حال وجود حالات كهذه، ومكتبي مفتوح للجميع صباحاً ومساءاً".

وطالب جميع من قابلناهم في القرية "إنصافهم بما يخص شروط البناء، بفصل شروط البناء في الريف عن المدينة وعدم معاملتهم أسوة بالمناطق الراقية في المدن الكبرى".

وقال إبراهيم عبد الرزاق أحد أبناء القرية "يشترطون لمنح الرخصة، أن تزيد مساحة الأرض عن 800 م2، وإبراز سند ملكية لها، علماً أن جميع أراضي القرية عقار رقم 1 وغير مفرزة، كما أننا نجبر على دفع مبلغ 80000 ل.س. قيمة الترخيص التي تذهب إلى صندوق نقابة المهندسين، علماً أن أبناء القرية يقومون بالبناء بأنفسهم دون وجود أي مهندس مشرف، وحري بنا أن نستفيد من هذا المبلغ الذي نحتاجه".

وأضاف "هل من المنصف أن تعامل قريتنا التي لا يزيد دخل فردها الوسطي عن 5000 ل.س.، معاملة مناطق المالكي، وأبو رمانة، وباب الفرج؟".

من جهته أكد رئيس البلدية النافع "شرط وجود سند ملكية للأرض، مشيراً انه أعلم المكتب التنفيذي لمحافظة حلب بوضع أراضي القرية، نافياً أن تكون هناك صعوبات في الحصول على الترخيص، ما عدا الثبوتيات المطلوبة".

2010-05-26 14:58:04
عدد القراءات: 1053
الكاتب: منقول سيريانيوز
المصدر: منقول سيريانيوز
طباعة






التعليقات