RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




- على ابواب الاجازة الصيفية

منتديات صحنايا

- على ابواب الاجازة الصيفية
- على ابواب الاجازة الصيفية

أيام قليلة وتنطلق تلك النفوس السجينة من بين أكوام الكتب والدفاتر...

أيام وتتطاير الصفحات في الهواء وتُكسَر الأقلام وترمى الحقائب...


أيام ويبدأ المرح والفرح واللعب والفسَح...

أيام وتبدأ سجالات البيوت تعلو منذ ساعات الصباح... الصباح الذي يبدأ بعد أذان الظهر بالتأكيد وربما بعد العصر أيضاً...

سجالات من نوع (بدنا نروح – خدونا مشوار – بدنا ننزل ع السوق – اشترولنا تياب – اشترولنا موبايل جديد – اشترولنا بلاي ستيشن – بدنا نتعشى برا – بدنا ننزل ع المول...)

إنها العطلة الصيفية حيث يقف الطلاب والطالبات على عتباتها ليلقوا بتعب الدراسة وشقائها وينطلقوا كما شاؤوا معوضين أوقات السجن في المنزل بالخروج اللامحدود... معوضين وقت الدأب على الكتب بمشاهدة الفضائيات والدردشة على النت حتى ساعات الصباح حيث يحين وقت النوم ليعودوا بعد العصر إلى متابعة الفضائيات والدردشة من جديد.... إنها السعادة الحقيقية حيث كل شيء من حقهم أن يفعلوه ويتمتعوا به... حيث العشوائية واللاعمل... حيث التسلية والتسوق والترفيه بكل أنواعه...

هذا الواقع الذي تستعد له بيوتنا والذي يتكرر كل عام.... وإنني لا أريد من خلال هذه الأسطر القليلة أن أنتقد نظاماً حياتياً يشيع في البيوت والأسر وإنما أريد أن أسلط الضوء على ما ينتج عنه من سقطات وإيذاءات يجنيها أبناؤها وربما قضوا حياتهم يدفعون ثمنها على مرأى أبصارنا ومسمع آذاننا ونحن راضون سعيدون...

في البداية أقول إن الوقت هو المادة الأولية لكل إنجاز وإبداع, كما أنه المادة الأولية لكل انحراف وضياع.... فتعب الدراسة وعناؤها يجب ألا يكون مبرراً للأولاد لينطلقوا كما يشاؤون، وليفعلوا بأوقاتهم ما يشاؤون لأن العالم صار قرية صغيرة، وأغلب أبنائنا لا يفرقون بين التسلية المباحة وغير المباحة، وكم من شاب أو فتاة دفعهم الفضول ووقت الفراغ في الإجازة الصيفية للوقوع بمطبات ورذائل أخلاقية وسلوكية دفعوا ثمنها طيلة حياتهم كإدمان المخدرات وإدمان المواقع الإباحية... وغيرها مع العلم أن إحصائية قام بها معهد بحوث الحاسب الآلي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية عام 2006 م تقول إن عدد المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت سيبلغ 9 مليارات موقع بحلول عام 2010م بتزايد يبلغ 266 موقع يومياً....

هذا لا يعني بالتأكيد أن نسجن أولادنا أو نكبلهم لأن كل ممنوع مرغوب والضغط غالباً يؤدي إلى الانفجار ولكن علينا قبل كل شيء أن نعي أموراً هامة ألخصها فيما يلي:

- أن الإجازة الصيفية من الممكن أن تكون سبباً مهماً في إبداع أبنائنا وتفوقهم مدى الحياة كما يمكن أن تكون سبباً مهماً في انحرافهم وضياعهم مدى الحياة...

- أن الإجازة الصيفية أفضل وقت لتحقيق إنجازات نفسية وسلوكية في نفوس أبنائنا لا يمكن تحقيقها في السنة الدراسية.

- أن الإجازة الصيفية أفضل وقت لنصادق أبناءنا ونتقرب منهم قبل أن نصبح بالنسبة لهم وسيلة لتأمين الطعام والشراب والمسكن النظيف واللباس الجميل....

- أن الإبداع والإنجاز ليس بالضرورة أن يكون من خلال تسجيل الأبناء بمعاهد تعليمية أو نوادٍ ترفيهية أو رياضية باهظة الرسوم والتكاليف... بل يمكن من خلال نشاطات بسيطة ومتاحة نحقق من خلالها الارتقاء التعليمي والنفسي والسلوكي للأبناء... ولكن هذا يتطلب وعياً من قبل الأهل...

- أن سياسة المنع والحظر لا تجدي ما لم يرافقها سياسة إيجاد البدائل...

-

- أن الإجازة الناجحة ليست مبنية على قرارات يحددها الأهل عن أبنائهم ثم يفرضونها عليهم لأن كل مفروض مكروه، وإنما الإجازة الناجحة تكون بالاتفاق ومنح حرية الاختيار بمعنى آخر لن تكون العطلة الصيفية ناجحة حتى تبدأ بجلسة حوار يعقدها الوالدان مع أبنائهم يحددون فيها الهدف العريض لكل واحد من هذه الإجازة والأهداف الفرعية التي يمكن تحقيقها... مع تحديد ممنوعات تقابلها مسموحات واختيارات، يرضى بها الابن وينتقي منها ما يريد، ويتم الاتفاق عليها، وبذلك فإنه يتحمل نتائج اختياراته ويكون مسؤولاً عن تحقيق الأهداف التي رضي بها وحددها بنفسه...

- أن مطالبة الأبناء بالدراسة في الصيف وتسجيلهم في المعاهد التعليمية لكافة المواد يكون مرهقاً ونتائجه سلبية على التحصيل العلمي، وكثيراً ما سمعنا عن حالات انهيار عصبي تصيب الطلاب في شهر الامتحان بسبب مواصلتهم الدراسة لشهور عديدة...

- أن أهم إنجاز يمكن تحقيقه في الإجازة الصيفية هو تعليم الأبناء مبدأ الاعتماد على النفس بدءاً من القيام بشؤونهم الخاصة وانتهاءً بترسيخ أهمية العمل لكسب المصروف، وذلك بحسب سن الأبناء كتعليم الصغار منهم مهارات يدوية بسيطة يقومون بها ثم يقوم الأهل وأصدقاء العائلة بشرائها منهم، ثم في سن أكبر يقوم الأهل بتكوين مجموعات صغيرة من الأبناء وأبناء الجيران أو أصدقاء الأبناء والاتفاق مع حرفي ماهر لتعليمهم حرفة ما يرغبون بها... وتكون لهم خبرة مضافة تفتح أمامهم أفقاً أرحب لكسب لقمة العيش في مراحل الشباب، وبهذا ينشأ الابن على فكرة العمل ويبدع في ابتكار أساليبه...

- أن العمل الطوعي والانتساب إلى الجمعيات الخيرية والأهلية والمؤسسات الإنسانية في الإجازة الصيفية من أهم النشاطات التي ترقى بنفس الأبناء وتنمي لديهم حس المواطنة وشعور المسؤولية وتزيد الطاقة الإيجابية لديهم لأنهم يدركون مدى النفع والمساعدة الذي يمكن أن يقدموه لغيرهم، فتزداد ثقتهم بأنفسهم وبإنجازاتهم وبدورهم في الحياة بأنهم قادرون على رسم بسمة على وجوه غيرهم أو مسح دموعهم وآلامهم...

- أن لدى كل واحد من أبنائنا إبداعاً في أمر ما وهذا الإبداع إن تم اكتشافه وتعزيزه نحقق لأبنائنا التميز والتفوق في الحياة وليس أفضل من الإجازة الصيفية لاكتشاف هذا الإبداع وتعزيزه مع العلم أن هذا الإبداع ليس مشروطاً بالتفوق الدراسي أو تجميع الدرجات في المدرسة...

هذه بعض الأمور التي إن تم إدراكها يمكن أن نخرج من الإجازة الصيفية بانتصارات حقيقية وسعادة دائمة لا تزول بزوال الرحلات والنزهات إنها سعادة الإنجاز وتحقيق الأهداف... وإن في بلدنا الحبيب العديد من المراكز الجيدة التي بإمكاننا أن نستثمر فيها أوقات أبنائنا كالمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية والمحاضرات الثقافية والمساجد والنوادي الرياضية وووو وكلها لا تحتاج إلى رسوم وتكاليف باهظة، ولكن قبل هذا ينقصنا المبادرة ينقصنا أن نفكَّ أيدنا المكتّفة ونتنبه أن أبناءنا مسؤولية جعلها الله تعالى في أيدينا وسنُسأل عن أدائها على أتم وجه وعلى نحو يرقى بهم ليشقُّوا طريقهم في مستقبل طالما حلمنا به وتمنيناه، وتمنينا إن لم نعشه أن يكون لنا شرف السبق في أن نكون قد أعددنا له من يبنيه ويُعليه صرحاً عالياً مزداناً بورود الحضارة وأنغام العزة وآيات الحب والجمال والإيمان.

 

* الفائزة بمسابقة المقال الشهري كانون الثاني 2010.

2010-05-26 20:34:31
عدد القراءات: 800
الكاتب: admin
المصدر: : سهير علي أومري
طباعة






التعليقات