الثقافة في صحنايا

وكم أتمنىً أن أرى فعاليات ثقافية و نشاط أكبر للمركز الثقافي.

سعى بعض الإخوة من أبناء البلدة في الآونة الأخيرة لإقامة محاضرة للكابتن نادر جنيد حول ( الأرض جامدة وثابتة لا تدور حول نفسها ولا تدور حول الشمس  ) وقد تميزت المحاضرة  بالحضور الرائع من أبناء البلدة ومثقفيها من مدرسين بشتى الاختصاصات وأطباء ومهندسين ومحامون ورجال دين وغيرهم من مهتمين بالعلم والمعرفة وبكل فكرة جديدة في العالم .

أن ما نهتم به هنا هو الحضور الكبير والمشاركة الفعالة والكم الكبير من المعلومات التي أدلى بها المحاضر والحاضرون الذي يدل عن المعرفة و عمق الثقافة ....

حقيقة لم أتفاجئ بقدراتهم الثقافية فأنا أعرفهم جميعا ولكن تجمعهم بمكان واحد ( المركز الثقافي ) ونقاشهم العلمي والفلسفي المتكامل  جعل هناك متعة في النقاش والاستماع.  لتعدد الاختصاص وتنوع المصادر فهناك من كان يملك المعلومات الفلكية وهناك من شارك بحقائق فيزيائية وميكانيكية و البعض بالمنطق والفلسفة وآخر بمعلومات جغرافية وكلٌّ على مدركاته المعرفية

في الحقيقة تمتلك بلدة صحنايا مجموعة كبيرة من المثقفين الذين لم يبخلوا بمعلوماتهم وثقافتهم عن أهالي البلدة التي تمتلك أكثر من المثقفين , فهي تمتلك جميع مقومات التفعيل الثقافي من مركز ثقافي ومكتبة وقاعة معارض وقاعة كبيرة للمحاضرات .  أن بلدتنا تمتلك المحاضرين من أساتذة جامعة وأطباء ومهندسين ومحامون وممثلين مسارح ومفكرين وأدباء و شعراء ونقاد وإن ما نملكه بقوة هو  الحضور المتعطش للمعرفة وللنقاشات الفلسفية والعلمية ولهواة الأدب والشعر والزجل والسينما والمسرح , وأقولها وبكل موضوعية إن مركزنا الثقافي يستطيع أن يرعى هذه الفعالية الثقافية ,فهي خطوة تليق ببلدة صحنايا ...وان أهالي البلدة على قدر من الوعي والإدراك للانطلاق بهذه الفعالية وتنشيطها   فالمراكز الثقافية الأخرى ليست بأفضل من المركز الثقافي ببلدتنا  ولكن ما ينقصنا هو :  الإرادة وان يضع المسئولون عن ذلك مصالح أبناء بلدتهم ومستقبلهم ومستقبل البلدة أمام أعينهم .

هناك فكرة أساسية لدى البراغماتيين :

 ( أن كل شيء لم يثبت نفسه على أرض الواقع هو ليس موجود بالواقع )

 فـ لكل شخص ولكل مؤسسة دور  يجب أن تؤديه وان لم تؤدي دورها على أكمل وجه فهي غير موجودة  ويظهر هناك الخلل في المؤسسة أو الشخص المسئول عنها  .. وإن لم يؤدي المركز الثقافي الوظيفة المتوقعة منه فهو غير موجود ويصبح عبء على الدولة والمجتمع في آن واحد .

أن المركز الثقافي يمتلك مقومات وقد كان فيما مضى يقوم بكثير من الأنشطة الثقافية والآن هناك ندرة في هذه الفعاليات التي وإن وجدت فلا يقومون بالدعاية والإعلان عنها وكأنها فعل مشين أو  مخجل .. أننا أيها الأخوة   لا يجب أن نخجل مما نحن نعلمه ولكننا يجب أن نخجل مما نحن نجهله .  

وكم أتمنىً أن أرى فعاليات ثقافية و نشاط أكبر للمركز الثقافي.  ونرى محاضرات طبية لأطباء البلدة يعرّفون فيها أبناء البلدة عن الأوبئة المنتشرة وغيرها ...

وكما يتمنى الجميع أن يشاهد مسرحيات من أخراج وتمثيل أبناء البلدة أو قصص وروايات من أفكار أبناءها , أو حتى ندوات أدبية من  ( شعر , قصة , رواية )  ولا ننسى هنا أهمية حفلات الزجل والأمسيات الشعرية والمحاضرات في الفلسفة و الفكر الإنساني والفلك وأيضاً دعوة رجال العلم والمعرفة والمفكرين السوريين ليلقوا محاضراتهم في بلدة صحنايا . ..حتى يصبح المركز الثقافي في بلدة صحنايا  قدوة لغيره من المراكز وليصبح حلماً لدى المبدعين و المفكرين بإلقاء محاضراتهم في بلدتنا  .......  وشكراً لكل من يدعم أي عمل ثقافي في بلدة صحنايا  .

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: