منتديات صحنايا

وعيد الفطر السعيد الذي توقع ان يصادف اول ايامه يوم الجمعة المقبل هو أحد أهم مناسبتين عند المسلمين، وأول أعيادهم التي يحتفلون بها في أول يوم من أيام شهر شوال.
ويأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر كله ولذلك سمي بعيد الفطر.
ويحرّم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر، ويستمر العيد مدة ثلاثة أيام.
ويبدأ استعداد السوريين لاستقبال عيد الفطر قبل بضعة ايام من قدومه، بإنهماك ربات البيوت وبناتهن في تنظيف المنزل وإعداد المفروشات في أسلوب يغلب عليه الطابع الاحتفالي لأنه نشاط روتيني قد يكون هو النشاط اليومي لكل الأسر، إلا ان ذلك النشاط يكون له عبق آخر وكأنه الاستعداد من قبل كل أسرة بجعل المنزل في أبهي صورة ليرتدي حلته الجديدة لاستقبال هذا الزائر العزيز الذي لا يتردد علي المنزل إلا مرتين في العام وهما عيد الفطر السعيد وعيد الاضحي المبارك.
ويمثل اعداد المنزل وترتيب جنباته احد مصادر بهجة العيد حيث يحرص الاطفال ايضا علي معاونة امهاتهم واخواتهم في هذه العملية في جو عام من المرح والسعادة الذي يخيم علي الاسرة في ذلك اليوم الكريم الذي تسهر فيه الاسر السورية حتي الصباح في عمل دؤوب ومستمر لإخراج المنزل في أبهي مظاهره.
وبعد انتهاء العمل واكتمال الترتيب والتنظيم تقوم ربة الاسرة بإطلاق البخور في اركان المنزل مستخدمة انواعا عديدة من البخور.
وتجد الازدحام علي اشده قبل العيد في جميع الاسواق لان الآسر تقوم بشراء الملابس الجديدة لكافة افراد العائلة والالعاب وكل ما من شانها ان يضفي الفرح و السرور علي افراد العائلة.
وقبل قدوم عيد الفطر بأيام قليلة تقوم العائلات بتحضير عدد كبير من انواع الحلويات ابتهاجا بالعيد ليأكل افراد العائلة منها ولتقديهما للضيوف المهنئين بالعيد.
وتقوم بعض العائلات السورية بصناعة الحلويات في المنزل، وبعضها الاخر يقوم بشرائها من محال الحلويات المنتشرة في الاسواق.
واشهر انواع الحلويات الشرقية هي 'المعمول'، 'العجوة'، 'البيتفور' ، 'البرازق'، 'الغريبة'، والحلويات الغربية هي 'المبرومة'، 'البقلاوة' ، 'الاسية' ، 'البلورية'..... وغيرها.
وتعتبر سوريا من اشهر البلدان بصناعة الحلويات بكافة انواعها.
كما يقوم السوريون احتفالا بقدوم عيد الفطر بشراء كميات من السكاكر و الشوكول، والمكرسات، لاكرام الضيوف.
وتعلن الحكومة السورية كافة أيام العيد عطلة رسمية، إلا أن المواطنين لا يلتزمون بذلك وغالبا ما يعطلون لمدة أسبوع كامل.
وكان رئيس جمعية هواة الفلك السورية، محمد العصيري قال في بيان اصدره إن 'أول أيام عيد الفطر السعيد سيصادف فلكياً، يوم الجمعة الموافق لـ10ايلول 2010'.
واوضح العصيري، أن 'الحسابات الفلكية تبين أن هلال شوال للعام الحالي سيولد في الساعة الواحدة والنصف ظهراً من يوم الأربعاء 8 أيلول، وسيطلب من المواطنين تلمس هلال شوال في مساء التاسع والعشرين من رمضان بعد غروب الشمس، وهو الموافق ليوم الأربعاء 8 أيلول 2010، وبالتالي فإن الهلال يولد قبل غروب الشمس في ذلك اليوم، ولن يستطيع المواطنون أن يروا الهلال، وهذا يؤدي إلي أن يوم الخميس 9 أيلول سيكون مكملاً لـ 30 رمضان ويوم الجمعة 10 أيلول يكون بداية شهر شوال'.
وتابع العصيري قوله : أنه 'وفي حال النظر إلي الأفق الغربي فإن الشمس ستغرب في حوالي الساعة 6:49 مساءً، أما القمر فيغرب في الساعة 6:34 مساءً، أي أن(القمر يغرب قبل الشمس بحوالي 15 دقيقة)، وبالتالي فإن القمر لن يشاهد في السماء في هذه الأمسية وسيغرب قبل الشمس، وهذا يؤدي إلي أنه لن تثبت رؤية الهلال في ذلك اليوم، وسيكون يوم الخميس مكملاً لـ 30 رمضان ويوم الجمعة 10 أيلول هو بداية شوال وعيد الفطر السعيد'.
وصاحب القرار الأول والأخير في ما يتعلق بتحديد بداية عيد الفطر السعيد يعود للقاضي الشرعي الأول وللجهات الشرعية المختصة.
وتقدم الجمعية هواة الفلك دراساتها العلمية للاستئناس بها في اتخاذ القرار المناسب.
ويتميز عيد الفطر بأنه آخر يوم يمكن قبله دفع زكاة الفطر الواجبة علي المسلمين.
ولتعم فرحة العيد جميع فئات المجتمع السوري يقوم السوريون قبل قدوم العيد بأيام بتوزيع زكاة الفطر الواجبة عليهم وكذلك زكاة أموالهم.
وقبل قدوم العيد يطلب القاضي الشرعي الأول بدمشق من المواطنين التماس هلال شهر شوال بالعين المجردة عند غروب يوم الـ29 من شهر رمضان لإثبات أول أيام عيد.
واذا ما ثبتت رؤية الهلال يعلن في وسائل الاعلام المرئية و المسموعة عن ان اليوم القادم هو اول ايام عيد الفطر.
وليلة اعلان ثبوت رؤية هلال شهر شوال تدب الفرحة في قلوب المواطنين و يسارعون لمعايدة بعضهم البعض بعد لحظات من اعلان اول ايام العيد ام عبر الهواتف او وجها لوجه كانو ا يسكنون بقرب بعضهم البعض.
وفور اعلان ثبوت رؤية هلال شهر شوال يبدأ التكبير في المساجد والمنازل و الاسواق حتي صبيحة يوم العيد.
ويوم العيد يبدأ بصلاة العيد في المساجد التي تؤدي بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا ونادر ما يتخلف عنها المواطنون.
واثناء تواجد السوريين في المساجد يتبادلون التهاني بقدوم العيد.
وبعد صلاة العيد يتوجه السوريون الي المقابر لزيارة القبور وغالبا ما يضعون عليها اكاليل الورد او نبات الأس الاخضر ويقرؤون علي موتاهم ايات من الذكر الكريم.
والجد والجدة يرمزان دائما لكل معاني الحكمة والوقار وهما حلقة الوصل بين الماضي والحاضر ولهما دائما مقامهما اللذين يحترمهما الكبير قبل الصغير في العائلة فهما النقطة التي يلتقي عندها جميع افراد العائلة التي خرجت من نسلهما.
وفي سوريا تجتمع العائلة في منزل الجد والجدة صباح العيد حيث يقضي الجميع ساعات طويلة فيما سمي (بالبيت الكبير) وهو بيت الجد أو الوالد، ليتم تبادل التهاني بقدوم العيد وتناول القهوة المرة والحلويات ويتناولون سوية وجبة الافطار التي غالبا ما تكون مكونة من اللحم .
بعد ذلك يقوم رجال كل عائلة مجتمعين بزيارة ذويهم واقاربهم واصاحبهم و جيرانهم للتهنئة بقدم العيد وكذلك يستقبلون اقاربهم و ذويهم وأصحابهم وجيرانهم، ويعطفون علي الفقراء.
وقد جرت العادة لدي العديد من العائلات السورية بأن يأكلوا في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر.
والعيدية جزء لا يتجزأ من العيد حيث يعطي الكبير الصغير ويمنح الجد العيدية لجميع افراد العائلة كبيرا وصغيرا ثم تتوالي الادوار بمنح الكبار جميع صغار العائلة العيدية والمستفيد الاكبر بالطبع هو اصغر افراد العائلة سنا.
وفي سوريا شأن الحال في معظم أنحاء العالم الاسلامي ان لم يكن شأن العالم أجمع فيري السوريون ان الفرحة الحقيقية للعيد مكانها هو عيون الأطفال، الذين لا يكلون و لا يملون من اللعب في الاراجيح و السيارات و الملاهي.
فأول مراسم الإعداد لاستقبال العيد في سوريا يكون بشراء وتجهيز الملابس الجديدة للأطفال أساس فرحة العيد وبهجته.
ويكون العيد في سوريا ايضا مناسبة خاصة يحرص فيها السوريون علي نسيان همومهم وزيادة فرحتهم فتقام فيه الافراح وحفلات الزواج ليبتهج الجميع بفرحة العرس ممزوجة بفرحة العيد.
وتميزت أعياد المسلمين في سوريا بأنها قربة وطاعة لله تعالي وتسامح بين الجميع .
وفي العيد في سوريا تتجلي الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففيه تتقارب القلوب علي الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر.
ولعل ابرز ما يحرص عليه المسلمون في سوريا منذ قدوم شهر رمضان المبارك و حتي قدوم العيد التذكير بحق الضعفاء في المجتمع حتي تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع 'صدقة الفطر' في عيد الفطر.