عيد البربارة بين الحقيقة ....... والخيال

عيد البربارة بين الحقيقة ....... والخيال

بينما كنا نقصد أحد المطاعم في باب توما مرّ أمامنا مجموعة كبيرة من الأطفال ، لكننا لم نستطع تمييز أشكالهم وحتى ملامح وجوههم ، لأن كل طفل اجتهد في اخفاء نفسه عن أصدقائه فاليوم(الاحد) حفلة عيد البربارة كما اخبرونا  ، تابعنا طريقهم حتى دخلنا معهم  الى إحدى الصالات بباب توما ، وطلبنا الإذن بحضور الحفلة.

 ”الجميع متنكر ومن لا يتنكر يمنع من الدخول ” هذا كان شرط حضور الحفلة وعندما سألنا الأطفال عن سبب تنكرهم أجاب جورج صف أول ابتدائي  ” لا أعلم لكن المشرفة طلبت منا التنكر ونحن نحبها ونسمع كلامها وأنا متأكد أنو رح تخبرنا السبب ستنو شوي ” .

جورج لم يكن الوحيد  الذي لايعرف سبب تنكره لأن الكثيرين مثله إلا سارة فعندما سألت هلا العش 21 سنة (المشرفة على صف الأول) قفزت سارة وقالت أنا أعلم لكنها لم تتكلم إلا عندما سمحت لها المشرفة فقالت ” لأنو القديسة بربارة كانت تحب يسوع أما أبوا كان بحب الحجر، ولما عرف أنو بربارة  بدا تصير مسيحية عذبها .. ولما مارضيت قال بدو يعاقبا و يطلعا بلا أواعي بين الناس ، بس يسوع ماخلا حدا يشوفا بلا أواعي لأنو حط نور عليا “.

رواية سارة هي واحدة من الروايات  التي تدور بين الناس لأن هناك قصص أخرى تقول بأنها تنكرت خوفا من والدها والجنود الذين يلاحقوها ، لكن على كل حال كل هذه الروايات شعبية وليست مؤكدة  بحسب ما أخبرتنا المشرفة .

حان وقت أكل القمح ، هنا حل الهدوء لأن جميع الأطفال ينتظرون عيد البربارة لأكل القمح المسلوق والمزين بالسمارتي وغير ذلك ، الجميع يأكل إلا “جيما “كانت تبكي لأن الفراشة التي كانت ترتديها كتنكر انكسرت ، وعندما اقتربت منها المشرفة وقامت بتسوية الفراشة ابتسمت وطلبت القمح وكأن شيئا لم يكن .
 
بائع القطايف هو الأسعد في هذ العيد
أغلب المسيحيين يحتفلون بهذا العيد ويحضُّرون أشهى الطاولات من القمح ، والقطايف المقلية أو المحشية بالقشدة ، لذلك لا بد أن تلاحظ تجمع الأشخاص حول بائع القطايف رغم أن أغلبهم  لا يعلم لماذا يشتري أو يحتفل بعيد البربارة ومنهم بشار 38 عام  الذي كان يشتري قطايف قال مبتسما”  لا أعلم لماذا نحتفل بهذا العيد لكن مرتي قالت لي  “اشتري بعض القطايف وتعال الى المنزل لأن اليوم عيد البربارة “.

 سهام طوبيا قالت ” نحتفل لأنها مناسبة تعودنا الإحتفال بها منذ الصغر ولا نعلم  الا القليل عن قصة القديسة ”

أما مدام سيلفا (32 عام معلمة مدرسة) روت لنا بإيجاز عن القديسة بربارة وكيف تعذبت من أجل نشر المسيحية وتقول” الجميع يتنكر بهذا العيد لأننا اكتسبنا هذا التقليد من أميركا فالأميركيون يتنكرون بعيد الهلوين” “.

هذه الروايات لم تكن تعني إياد ابراهيم بائع القطايف لأن همه الوحيد هو بيع أكبر قدر ممكن من القطايف ، وهذا اليوم هو أكثر يوم يبيع فيه بالسنة ، وفتحت أبواب محله للزبائن منذ الساعة السادسة والنصف صباحا فاليوم هويوم سعده كما يقول .

الكنيسة اليوم كانت أيضا محتفلة بهذا العيد وحاول الكهنة خلال الوعظات بتصحيح بعض المفاهيم عن القديسة بربارة وحول هذا الموضوع  التقينا بعد القداس الإلهي بالأب بولس( الخادم في كنيسة مار جرمانس بجرمانا) فيقول” الجميع يأكل القمح بهذا العيد ،  وينسبون سبب هذا التقليد أن القديسة بربارة بينما كانت تهرب من والدها الذي يريد قتلها بعد اعتناقها للمسيحية مرت بحقل فيه بذار من القمح ولكي يخفيها الرب نمت سنابل القمح وغطتها ، هذا ما يتداوله الناس لكن الشيىء الأكيد هو الآية التي تقول “إن لم تمت حبة القمح لاتأت بثمر ، أما إن ماتت فإنها  تأت بكثير “، والقديسة بربارة ماتت فداء للمسيحية كما تموت القمحة”

ويضيف الأب بولس” أما التنكر هوعبارة عن تقليد لاترفضه الكنيسة لكن لا تستند على أي مقولة لتبرير هذا التنكر”.

عنوان التعليق*:

اسم الكاتب*:

نص التعليق*: