RSS

للحصول على اخر الاخبار اول باول وقت حصولها يمكنك الاشتراك بخدمة RSS عبر الرابط التالي:

الارشيف


الاسبوع الماضي







االشريط الاخباري


تصويت

ما الذي يشدك الى الموقع

أخبار البلدة
الأبراج
الحكم
القصص الجميلة
التعليقات


محرر اونلاين

 


اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .


 


القائمة البريدية

البريد الالكتروني:




اكثر المقالات قراءة






- ابعتلي جواب...... وجنني

- ابعتلي جواب...... وجنني- ابعتلي جواب...... وجنني

أقامت مدينة صغيرة في جنوب فرنسا مهرجانا للمراسلة دار أربعة أيام زينت فيه للمناسبة المطاعم ومقاهي الأرصفة والحدائق العمومية وحتى الكنيسة التي جلس الناس على كراسيها الخشبية يكتبون الرسائل, بينما وضعت طاولات حول نوافير القرية وتحت الأشجار المزهرة وعليها ما يلزم من لوازم الكتابة, وحضر كتاب ومؤلفون عديدون ليساعدوا الناس على صياغة رسائل جميلة إلى من يحبون, بينما كانت السهرات الصيفية مخصصة لقراءة أجمل رسائل الحب التي كان يلقيها ممثلون حضروا للمناسبة. وقد شارك مركز البريد الذي ازدان بأجمل الرسائل بإعفاء هواة المراسلة من رسوم الطوابع البريدية خلال المهرجان.
تركني التحقيق الذي قدمه التلفزيون الفرنسي عن هذا المهرجان مذهولة من أمري بعد أن انتهى بي الأمر سابقا إلى مشاركة الشاعر الألماني غونتراغراس رأيه حين يقول: " لا تكتب رسالة"" ومن يكتب رسالة يوقع على بقاياه"
طبعا هو يعني المشاهير الذين يتوارث الناس رسائلهم التي تنتهي غالبا في المزادات فيصنع بوحهم ثراء الآخرين!

أكاد أحثكم اليوم على كتابة مزيد من رسائل الحب, إنقاذاً للحب, ذلك أن الحب كالنار لا يمكن إنقاذها إلا بمزيد من الحطب ولا أعرف للحب وقوداً إلا البوح على ورق.

كما لا تقاوم الفراشة جاذبية الضوء, لايستطيع عاشق إلا الوقوع محترقاً في موقد الكلمات, وهو يدري إننا نرتقي في الحب , ونغتاله حين نبدده في المشافهة, لذا, يكاد يبحث عن ذرائع لكتابة رسالة لا يكتبها في الواقع للحبيب, وإنما لنفسه, وقد سبق للحسين بن منصور قبل قرون أن يكتشف هذه الحقيقة حين قال:
كتبت ولم أكتب إليك وإنما
كتبت إلى روحي بغير كتاب

ذلك أن الروح لا فرق بينها
وبين محبيها بفضل كتاب

نتساءل: ما الذي جعل اللهفة تموت فينا وذلك الترقب الذي كان يشعل الثواني جمرات في دمنا, ينطفئ كشعلة صغيرة أمام شاشة هاتف نقال, يمطرنا بالرسائل المقتضبة كل حين؟
ذلك أن الحب يحتاج إلى مسافة وعوائق, إلى ذلك المستحيل الذي تقاس به العواطف فللحب ثمن لا مناص من دفعه لبلوغ حرائق الولع واللهفة والشغف.
ترى.... هل مات الحب يوم انتهى الزمن الجميل, الذي كان المرء يجازف فيه بحياته ليوصل رسالة إلى الحبيب, وجاءنا زمن عجيب تنشر فيه الآهات والأشواق ( بلغة ركيكة) على شاشات الفضائيات التي حولتنا إلى زبائن في سوق الحب وقد كنا في مملكته فرساناً؟

من يعود اليوم إلى رسائل الحب, التي تبادلها كبار العشاق عبر التاريخ, يشعر بالجريمة التي ارتكبها الجوال في حق الأدب, كما في حق الحب نفسه. حتى إن مجموعة هندية من دعاة الرومانسية نظمت للعشاق مسابقة في كتابة الرسائل الغرامية قصد التصدي لظاهرة الرسائل القصيرة عبر الجوال, محاولة إحياء فن كتابة رسائل العشق التي تكاد تقاليدها تنسف. ذلك أن الرسالة الغرامية ذات الصيغة الجيدة يعتز بها المرء طوال حياته, أما رسائل الجوال فتمحى ولا يمكن لها أن تخلد.

في الواقع ليست كتابة رسائل الحب التي ماتت , بل وهمنا الجميل بقدسيتها. فمن بربكم اليوم يمكنه أن يكرر حماقة هنري الأول الذي لولا مجيئه في القرن السابع عشر, لدخل كتاب غينيس كصاحب أغرب رسالة مغازلة , فقد دأب الرجل طوال سنة كاملة على كتابة رسالة إلى حبيبته, يضمنها مشاعره ووعوده بأنه سيقترن بها عندما تتحرر من قيدها,. وكان يكتب رسالته تلك بدمه على ورق ثمين ويبعث بها إليها مع سكرتيره الخاص. ومع ذلك لما تحررت وأصبح في وسعها الزواج, تزوج الدوق بسواها!

وهذا دليل على أن رسائل الحب أجمل من الحب نفسه!

سماح كشيك


مأخوذ عن صفحة"كلمات لقارئ آخر"
مجلة زهرة الخليج

سماح كشيك .:. 2009-02-10

2009-02-14 17:38:08
عدد القراءات: 976
الكاتب: سماح كشيك .
المصدر: سماح كشيك .
طباعة






التعليقات

  شكرا

مجد 


حلوة كتير شكراً أنسة سماح

  ميرسي

فرح 


كانت إختياراتك كتير رائعة شكرا وبالتوفيق سماح