أقامت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد يوماً مفتوحاً في قصر العظم للأطفال اللاجئين للتعبير عن مواهبهم, بحضور عدد كبير من السفراء ورؤساء المنظمات الإنسانية وممثلي الأمم المتحدة وأعضاء الهلال الأحمر, بالإضافة إلى حضور الفنانة السورية سلاف فواخرجي.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة شؤون اللاجئين أنطونيو غوتيربس "يشرفنا أن نساعد اللاجئين بالشراكة مع سورية وبهذه المناسبة أود أن أعبر عن خالص تقديري وامتناني للحكومة السورية قيادة وشعباً لأنها من الدول القليلة التي تدعم اللاجئين بهذا الشكل المعطاء وتعاملهم معاملة المواطن السوري, كما أن سورية لم تغلق الباب في وجه اللاجئين كما فعلت بعض الدول ولازالت تستقبل اللاجئين العراقيين", مضيفاً "التقيت خلال زيارتي هذه بعدد كبير من اللاجئين العراقيين واطلعت على أوضاعهم وأتمنى لهؤلاء أن يعودوا لديارهم بحريتهم وكرامتهم".

ويحتفل العالم في 20 حزيران من كل عام بيوم اللاجئ العالمي حيث يوجد أكثر من 40 مليون شخص هجروا من ديارهم في شتى أنحاء العالم بينهم 10 ملايين لاجئ يتلقون اهتماما خاصاً من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, ويتضمن الاحتفال الرسمي أنشطة متنوعة في أكثر من 100 دولة ويقام هذا العام في سوريا تحت شعار "سلبوا مني منزلي.. لن يسلبوا مستقبلي".

من جانبها, قالت ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الصومال لسيريانيوز "اليوم نحتفل بيوم اللاجئ العالمي في كل البلدان, واخترنا سوريا لهذا العام للتعبير عن امتناننا وتقديرا لمجهود سوريا واستقبالها لعشرات الآلاف من اللاجئين", مضيفة "احتفالنا بيوم اللاجئ يؤكد على أن اللجوء لا يسلب الإنسان كرامته ويتيح الفرصة أمام الأطفال ليعبروا عن مواهبهم بجميع أنواعها من رسم وموسيقا وتصوير وغناء.. لتخفيف ظروف لهجرة والمعاناة التي يعانون منها".

وشملت نشاطات اليوم المفتوح للاجئين فعاليات فنية عديدة منها افتتاح معارض للرسومات والمشغولات اليدوية والمنحوتات والصور الفوتوغرافية من صنع الأطفال إضافة إلى توزيع الجوائز عليهم, كما تم تقديم مجموعة من الفقرات الفنية الغنائية حيث قدم كورال مكون من 33 طفل مجموعة من الأغاني, كما تم تقديم فقرة عزف على آلة القانون من قبل طفلة عراقية, بالإضافة إلى رقصات فلكلورية وشعبية من الصومال والعراق, وإلقاء الشعر باللغتين العربية والانكليزية.

من جهتها, قالت مديرة مراكز الرعاية المجتمعية التابعة لليونسيف في سوريا فالنتينا ستيفانيلو "اليوم المفتوح للاجئين هو فرصة مميزة لنجعلهم يعبرون عن أنفسهم ويجتمعوا مع بعضهم على اختلاف جنسياتهم, واخترنا هذا العام شعار (سلبوا منزلي.. لن يسلبوا مستقبلي) لندل عل أن اللجوء لا يعني التشرد وفقدان الأمل بالحياة ولنؤكد على أن الأطفال هم أمل المستقبل", مضيفة "لدينا خمسة مراكز مجتمعية في دمشق (بالسيدة زينب وقدسيا ومخيم اليرموك جرمانا ومساكن برزة) تقدم العديد من الخدمات للأطفال والكبار أيضاً مثل دورات تقوية اللغات والدعم الدراسي للأطفال الذين لديهم مشاكل في متابعة المنهاج في المدرسة, كما أن هناك أنشطة لتطوير المهارات مثل الحلاقة والخياطة وأعمال يدوية أخرى".

بدورها, أوضحت الممثلة الإعلامية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دانيا العشي أن "هدف هذا اليوم تمكين اللاجئين من التعبير عن مواهبهم وقدراتهم وبلدهم وثقافتهم التي ينتمون إليها سواء إن كان للاجئين العراقيين أو السودانيين أو الصوماليين", لافتة إلى أنه "شارك حوالي 200 لاجئ من كل مراكز الرعاية المجتمعية التابعة للمفوضية في دمشق, التي يقام بها الآن بالتوازي مع هذه الأنشطة مجموعة من الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية".

يشار إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سوريا تقدم الحماية والمساعدة لأكثر من 170 ألف لاجئ من العراق وبلدان أخرى، وقد فتحت سوريا أبوابها لمئات الآلاف من العراقيين الذين هربوا من العنف والاضطهاد خلال السنوات الماضية.