درجت في الاونة الاخيرة مصطلحات عديدة مثل مكافحة الفساد، والفساد المالي والاداري وغيرها من التعابير التي تشير في مكان او اخر الى وجود خلل في إدارات ومرافق الدولة العامة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه،

هل الفساد ظاهرة منتشرة فقط في القطاع العام، وهل التوجه أو الاصوات المنادية بالخصصة تعني ان الفساد سينتهي، لنتوقف دقيقة ونتامل سوياًًً، هل من تعريف واضح للفساد؟ دعونا نناقش بعض النقاط التالية لعلنا نكون صورة واضحة ومنطقية لهذا المصطلح:

1- عندما نقول ان موظف ما فاسد يتراءى لنا للوهلة الاولى انه مرتشي، ولكن اليس المقصر بعمله والمهمل له فاسد، اليس الموظف المتواكل والمعتمد على الواسطات والاساليب الملتوية لبلوغ مآربه فاسد، وعندما يقابل مراجع ما او احد المواطنين بنفسية اقل ما يمكن وصفها بالمصطلح العمي حامضة وعندما يحارب مدير إحدى الدوائر موظفيه ويحد من أرائهم على انه ربهم ومعبودهم الاعلى ويحاول منع اي فكرة تطوير مستقبلية او اي جهد ذاتي لاي موظف قمة الفساد،عندما يحاول موظف صغير للتحقيق بتهمة زائفة فقط لان مديره يكرهه ماذا يمكن تسمية ذلك.

2- تطالعنا جرائد يوم السبت الاعلانية بمواد مطلوب وظائف او يطلب عملا، فاذا امعنا النظر قليلا به نرى الاتي (مطلوب انسة، موظفة حسنة المظهر ، مهندسة الخبرة غير مطلوبة، سكرتيرة، بالسرعة الكلية الى دول الخليج بائعات ومندوبات مبيعات)؟؟؟؟؟؟؟اي ان المرأة بحد ذاتها اصبحت سلعة اساسية، وفي حال فازت المواطنة المسكينة المغلوب على امرها بالوظيفة الحلم لاطعام اخوتها ومساعدة اهلها بالدراسة، الن تصبح عرضة للتحرش والتلطيش والمضايقة من صاحب العمل ومدرائه التفاهين والذي على الاغلب تحصيلهم العلمي ادنى بكثر من تحصيلها، اليس هذا مؤشر على انحدار الاخلاق العامة وبالتالي فساد.

3- عندما يستخدم التجار نفوذهم واموالهم للتضليل وتفصيل القوانين على مقاسهم ضاربين عرض الحائط مصلحة الوطن والمواطن، ويتحكمون بالاسعار والمنتجات حسب اهوائهم، وعندما تكون نصف المنتجات الوطنية الغذائية غير صالحة للاستهلاك البشري ومنتشرة بكثافة على البسطات والشعب الفقير المسكين بحاجة له اليس هذا فساد.

4- عندما يكون المنتخب الوطني عبارة عن دمى متحركة تؤدي مسرحية ضاحكة وتتلقى الخسارة ذات اليمين وذات الشمال،لا يوجد اندفاع ولا حس واحماس المهم هو الفلوس والاتحاد الرياضي غافل تماما، وتصبح سوريا في مركز متاخر في جميع الالعاب،مما يسيء لسمعتها في المحافل الرياضية، اليست هذه خيانة عظمى.

5- عندماتزور سوق الحميدية ومعك ضيوف لحظهم العاثر انهم من خارج البلد وتتفاجئ بلهيب الاسعار والمعاملة السيئة والمضايقات من صبيان التجار،الخارجين توا من الصلاة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وعلى كلمة برقبتي بولادي مافي فراطة،ومحاولة اقناعك بشراء اسوء المنتجات باغلى الاسعار، والقرص والتلطيش والنعر، اليس هذا فساد.

وكما اشرت سابقاانني ساثير بعض النقاط، ولن أتطرق الى الكثير لان القائمة تطول ، فقط لاشير ان الفساد ظاهرة محلية مستفحلةلا تتعلق لا بقطاع عام ولا قطاع خاص، انما تتعلق بالتربية والاخلاق.

وبعد مرور عام ونيف على هذه المساهمة، اتمنى من السادة القراء اطلاعي في حال  طرأ تغير على اي مما ذكر سابقا، ام ان الامور في طريقها للاسوء